ابني لم يتجاوز الواحدة والعشرين من العمر، يعاني من الإدمان على تعاطي المخدرات، حاولت أنا ووالده علاجه بشتى الطرق، أدخلناه المستشفى لكنه لم يستمر بل ازدادت حالته سوءا، نصحناه كثيرا بضرورة ابتعاده عن هذه الآفة التي ستهلكه وستهلكنا معه لكنه استمر في تعاطيها، وصار لا يسمع قول أحد في هذا الخصوص وازداد عنادا وعصبية، وصرت أنا ووالده غير قادرين على التفاهم معه، ويائسين من علاجه، هو يتمنى أن يصبح بخير، ولكن لا عزيمة لديه، وأصحابه على نفس الشاكلة، ولا يريد الابتعاد عنهم، فبماذا تنصحني؟ المقهورة على ابنها الرياض المخدرات بعمومها ذات أضرار هائلة، مثلها مثل الخمر، وهذا ما أخبرنا به الله حين قال: (ويسلونك عنِ الخمر والميسر قل فيهِما إثم كبير). ولكن المسألة الأخطر والتي يمكن صياغتها في السؤال التالي: ثم ماذا بعد التعاطي؟ وماذا بعد المتعة؟ إنها بلاشك حلقة جهنمية تبدأ بسهولة ولكن من العسير أن تنتهي إلا إن كان المتعاطي ذا عزيمة ووعي بالمخاطر والعواقب الوخيمة للتعاطي، وما ينبغي أن تدركيه يا أختي الكريمة في مشكلة ولدك هو الدور الخطير الذي يلعبه الأصحاب في استمرار التعاطي، فلن يترك ولدك المخدرات طالما أنه يعيش مع هؤلاء الأصحاب، لذا الخطوة الأولى المهمة تكمن في تركه لشلة الأصحاب، ولا تتوقعين منه أن يتخذ هذا القرار دون إقناع بل وربما دون ضغط منكم ومن بعض الأقارب، وإن لم تفلحوا في تحقيق ذلك، فلابد من الاستعانة بمن يمكنه مساعدتكم على مواصلة علاجه في المستشفى حتى لو كان ذلك بالإكراه، لأن نسبة من يعون حقيقة مخاطر المخدرات قلة، والسبب أنهم يعيشون في وسط المتعة وهم لا يكادون يخرجون من دائرتها حتى يعودون لها باعتبار أن الأعراض التي يعانون منها بعد الانقطاع تدفع صاحبها إلى البحث عما يخلصه منها وهو المخدرات، وهكذا يدور في دوامة يحتاج لمن يعينه على الخروج منها ولو بالقوة كما قلنا، لذا نصيحتي لك الاستعانة بمن حولك من الأقارب وأصدقاء والده لتكوين جو يستنكر عليه ما يفعله ويجعله يعي مخاطر ما يقوم به ويدفعه للبحث عن حل عبر مستشفى الأمل أو سواه.