أكد الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فيصل بن معمر، أن الجلسات الثماني التي عقدها المركز في مختلف مناطق المملكة رسخت عناصر الوحدة الوطنية، وأسست لأرضية مشتركة للحوار بين مختلف التيارات والتوجهات الفكرية في سبيل محاربة الغلو والتطرف، وفتحت الباب لمناقشة القضايا الحيوية التي تمس حياة المواطن وهمومه كتعليم المرأة ومشكلات الشباب. وأوضح ابن معمر أمس في ندوة حملت عنوان «الحوار الوطني ودوره في تعزيز مفاهيم الوسطية والاعتدال والتسامح» ضمن ندوات معرض الرياض الدولي للكتاب جمعته وإمام وخطيب مسجد قباء في المدينةالمنورة الدكتور صالح المغامسي والدكتور عبد الرحمن الحبيب وزكي ميلاد، أن المركز يعد أحد المشاريع الرائدة التي تنباها وأرسى دعائمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ليكون قاعدة لتداول الآراء بين مختلف شرائح المجتمع وفئاته دون أن يقتصر الأمر على النخب فحسب، وفق هدف رئيس هو التقارب الفكري وترسيخ الوسطية وتعميم أبجديات الحوار البناء. وأبان أمين عام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، أن خادم الحرمين الشريفين يسعى إلى توسيع دائرة البرامج التدريبية التي يعقدها المركز دورياً في مختلف مناطق المملكة والتي استهدفت 170 ألف شخص، حتى تشمل أربعة ملايين شخص خلال فترة وجيزة. وسرد ابن معمر الاتفاقيات والمذكرات التي وقعت مع الوزارات والجامعات والهيئات الدولية والمحلية، مبيناً أن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني أسس عدداً من البرامج التوعوية والحقائب التدريبية المهمة مثل مشروع التدريب المجتمعي، برنامج الحوار الأسري، برنامج رسائل في الحوار التي يكتبها علماء ومثقفون، برنامج دعم الرسائل الجامعية، برنامج الحوارات النوعية، برنامج سفير للحوار الوطني، وبرنامج بيادر للعمل التطوعي. وبعد توطئة معمقة عن أسس الحوار وأدبياته، تحدث الدكتور صالح المغامسي عن لقاءات الحوار الوطني التي تسنى له حضور بعضها، وعن الاستراتيجية التي يتبعها المركز في توسيع دائرة المشاركة بعيداً عن النظرة الإقليمية أو المذهبية الضيقة، محذراً من خطورة انعدام الحوار في المجتمعات ونتائج الانغلاق على الرأي الواحد، داعياً الناس إلى نبذ عناصر التفرقة الاجتماعية والابتعاد عن تصنيف الناس بناء على هيئاتهم وأشكالهم. وفي لمحة سريعة، تحدث الدكتور عبد الرحمن الحبيب عن الدلالة الفكرية لكل من القيم التي تناقشها الندوة: التسامح، الاعتدال، الوسطية، مشيراً إلى أنها قيم نبيلة ينبغي أن تنعكس على السلوك لا أن تبقى حبيسة الفكر. كما تطرق الحبيب إلى أهمية الحوار كسلوك حضاري يقوم على التفاهم والاحترام المتبادل والاستفادة من المصادر المعرفية لدى الآخر دون سعي إلى إقناع الأطراف جميعها بوجهة نظر محددة، لأن ذلك أمر صعب التحقق على حد وصف الحبيب. وأشار الحبيب إلى أن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني يجمع في أسلوب عمله بين التوجه إلى القيادة ومخاطبة فئات المجتمع، وهي الطريقة العملية التي تسفر عن نتائج ملموسة. ثم تحدث زكي الميلاد في كلمته عن المركز، معتبراً إياه يتخذ من الحوار إطاراً مرجعياً تحت مظلة وطنية تتسع باتساع البلاد ومكوناتها الاجتماعية دون تهميش أو إقصاء لأي طرف من الأطراف، مع تغليب المصالح الوطنية وترجيح المساواة الكاملة بين المواطنين.