«أن نصبح غرباء في حينا، ووسط مدينتنا فهذا ما لا يطاق»، بهذه العبارة لخص حمدان حسن معاناته مع التكاثر المخيف للمتخلفين في حي شارع الحج شمالي مكةالمكرمة، حتى أن الحارة التي يسكنها والمئات من المواطنين حملت بين عشية وضحاها اسم حارة البنجلاديشيين، نتيجة انتشار كبير وسريع للجالية التي أصبحت تجد في الحي مكانا آمنا للمتخلفين ومخالفي أنظمة الإقامة والعمل. معاناة حمدان حسن وسكان الحي، لا تنحصر في تكاثر المتخلفين ومضايقاتهم المتكررة، إذ يتحدث السكان عن عشرات من الآمال والطموحات، من بينها إعادة تخطيط حارتهم التي أصبح الدخول إليها نتيجة وعورة الطريق وصعود الجبل شبه مستحيل، ويضيف علي محمد الذبياني أنهم لجأوا إلى أمانة العاصمة المقدسة قبل نحو خمسة أعوام لسفلتة الطريق الوحيد المؤدي إلى قمة الجبل، حيث يقع منزله وعشرات من البيوت الأخرى، ولكن دون جدوى. ويأمل الذبياني أن تتحرك أمانة العاصمة المقدسة وتفتح أضابير أدراجها وتنتشل المعاملة التي مضى عليها أكثر من ألفي يوم، «قبل ما يزيد عن خمسة أعوام دفعنا بطلب إلى أمانة العاصمة المقدسة، يحمل معاناتنا وآمالنا، وأحيلت المعاملة إلى إدارة تخطيط المدينة ضمن المشروعات المستقبلية التي ستنفذ قريبا»، ويتساءل: عن أي مشروعات مستقبلية تتحدث الأمانة إذ مضى على طلبنا كل هذا الزمن. ويلتقط سفر الغامدي أطراف الحديث ليؤكد أن الظلام الذي يطوق الحارة من كل جانب يغري ضعاف النفوس لسرقة المنازل، فضلا عن البقالات العشوائية والبيع على الأرصفة، مطالبا بتدخل عاجل وسريع من الأمانة لإنارة الحي وتوفير الحياة الكريمة للسكان. جولة واحدة في الحي الكبير الذي يفترش مساحة جبل بأكمله شرق شارع الحج، تكشف لك صعوبة الوصول إلى المنازل التي بنيت قبل نحو 50 عاما. ويتحدث محمد الغامدي عن صعوبات تواجهه وبقية السكان في إيصال وايتات الماء نتيجة وعورة صعود الجبل، مشددا على أن إعادة سفلتة الطريق الوحيد، وإنارة الحي، وتهذيب الشوارع، ورسم ملامح جديدة للجبل السلاح الوحيد لمواجهة معاناة السكان. وفضلا عن المتاعب اليومية التي تؤرق أهالي الحي، فإن بقاء الحال وعلى هذا النحو يعرض التركيبة السكانية للخطر، نتيجة تزايد أعداد الوافدين وانحسار أعداد المواطنين الذين فضل بعضهم مغادرة الحي الذي تغير لهجة أطفاله نتيجة الاختلاط اليومي مع أبناء الجالية البنجلاديشية، وعلى الرغم من عدم توفر معلومات أمنية حول نسبة الجريمة في الحي، إلا أن السكان يؤكدون أن قلوبهم أصبحت معلقة بمصير أطفالهم الذين يذهبون لشراء بعض مستلزمات الأسرة في أسفل الجبل، إذ يحيط المتخلفون بمدخل الحارة كإحاطة الإسوارة بمعصم اليد. أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار أكد أن لدى الأمانة دراسات متقدمة جدا لمعالجة وضع العشوائيات في شارع الحج ووادي جليل وفق برنامج زمني محدد، ووعد المواطنين بزيارة لم يحدد موعدها للوقوف على المشكلة ورصد المعاناة، والدفع بالحل سريعا.