أوصى إماما وخطيبا الحرمين الشريفين المسلمين الالتزام بالتواضع بينهم وبين الناس ومحاسبة النفس وحسن الخلق وتجنب الظلم الذي تواجهه الزوجات بعد الطلاق. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد : «إن محاسبة النفس تكون بالورع والتزين للعرض الأكبر في خشية ملك الملوك». وأضاف «الأخوة بين أهل الإسلام صلة عظيمة وروح الإسلام ولب نظمه وشرائعه وجماع جماعته وحكومته». وقال في خطبة الجمعة أمس «إن المرء لا يوصف بحسن التدين إذا كان قلبه قاسيا وعقله غاويا ولا يوصف بحسن الصلاح من أفسد قلبه الهوى، التدين الصالح أساسه صحة أجهزة الإنسان قلبه وعقله ونفسه وجوارحه وبراءتها وسلامتها من التشويه». وأشار إلى أنه لكي تتجلى منزلة الأخلاق وأثرها في ضبط السلوك ودورها في استقرار المجتمع يجب أن ينظر إلى الأحكام والقوانين، فبالرغم مما علم وعرف من أهميتها وضرورتها، أي الأحكام والقوانين لتنظيم شؤون الناس وإحقاق الحق ورفع التظالم، ولكنها لا تستقل وحدها بضبط مسالك البشر لأن الأحكام والقوانين مهما كان حزمها وصرامتها ودقة تطبيقها فسلطانها على الظاهر لا على الباطن وهي في العلاقات العامة دون الخاصة وهي تعاقب المسيء لكنها لا تثيب المحسن والتحايل عليها يسير وتطويع نصوصها والإلتفاف عليها مستطاع والهروب من جزائها غير عسير وفي ذلك كله مع أنها مؤيدة بقوة السلطان. وكما للنفوس إذا تجردت من الأخلاق من القدرات على الزور والباطن المزين والفساد المصبوغ بصبغة الصلاح. وفي المدينةالمنورة حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين ال الشيخ من مغبة وتبعات الظلم الذي تواجهه الزوجات بعد الطلاق، وقال إن من الظواهر السيئة والصور القبيحة مايحدث من التصرفات بعد الافتراق ومن السلوكيات بعد الطلاق مالايقره الشرع القويم ولايرضاه الطبع السليم ولا الخلق الكريم. وأوضح الشيخ حسين «جاء في التفسير أن من مضامين هذه القاعدة الحث على التعاطف والتراحم والترغيب في المعروف والفضل والتعامل بالإحسان والصلة والشفقة». وأشار إلى أن هناك تصرفات تحدث من الزوجين بعد الطلاق هي من الظلم المبين ومن العدوان العظيم الذي حذر منه رب العالمين، تتضمن السعي إلى الإضرار بالآخر وإلحاق الأذية به والحرص على إعناته وإلحاق المشقة به وذلك أمر محرم في شرع الله جل وعلا. وشدد إمام وخطيب المسجد النبوي على أن الواجب على الرجل والمرأة بعد أن قدر الله جل وعلا الطلاق لحكمة وانفصل أحدهما عن الآخر أن يحرص على المأوى الدافئ والملجأ الآمن للأولاد وأن يحرص على غرس الحب والسكينة والهدوء والطمأنينة في نفوس أبنائهم كما أنه على الأب والأم بعد أن وقع الطلاق المكروه أن يتعاونا على المصالح المشتركة في غرس التربية الحسنة وأن يكمل أحدهما وظيفة الآخر ويوجدا حوارا أسريا مشتركا لحل المشكلات وحسم كل الخلافات لتحقيق الأمن النفسي والأمان الاجتماعي للأبناء في توافق وتفاهم من الوالدين على أساليب التنشئة السليمة لينمو الأطفال نموا سليما ولا يحصل ذلك إلا بالاحترام المتبادل بين الوالدين.