استكمالا لما بدأناه من التربية الهمسية والمدخل اللغوي، ثم إشارات للتربية الهمسية بالقرآن والسنة ليتعانق النقل مع العقل، ليعزفا سويا سيمفونية تربوية راقية. هنا نتعرض بشيء من الإيجاز عن أهم وآخر الدراسات المرتبطة بالتربية الهمسية -كما طلب كثير من القراء-. فصدر حديثا بحث أمريكي في جامعة متشيجان يرى أن تصريحات الحب والمشاعر يتم تذكرها جيدا عندما يسمعها الشخص بأذنه اليسرى، كما أن التعليمات والتوجيهات والرسائل غير العاطفية يكون لها تأثير قوي على الجانب الأيمن، وهو كل ما تحدثه العقول في عملية معالجة المعلومات، فعلى الرغم من أن كلا جانبي المخ لهما التركيب نفسه، فإن لكل منهما وظائفه الخاصة، فالجانب الأيسر من المخ يعد جانبا منطقيا وأكثر سيطرة، بينما الجانب الأيمن يتحكم في العمليات الأكثر تخيلا والرؤية وعمليات الإدراك البدهي والعاطفي والمكاني، ولأن الجانب الأيمن من المخ يسيطر على الجانب الأيسر من الجسم، فقد ظهر في بعض الأبحاث أن الأذن اليسرى هي المدخل إلى الجانب العاطفي للمخ، وأن الأذن اليمنى هي الطريق إلى الجانب غير العاطفي والمنطقي، فعليك كمربٍ أن تهمس في أذنه اليسرى للمشاعر والعواطف (أنا أحبك) حيث إن هذا يزيد من فرص تأثره واستجابته، وترى الأبحاث أن 70 إلى 85 في المائة من النساء يهدهدن أطفالهن الصغار على الجانب الأيسر، بصرف النظر عن أي يد هي الأكثر استعمالا، فوفق ما جاء في بحث في جامعة ساسكس فإن النساء يفعلن ذلك؛ لأنه يساعدهن على فهم الحاجات العاطفية والجسمية لأطفالهن بشكل أفضل، حيث إن الباحثين ذكروا أن الجانب الأيسر ينقل الاستجابات المهمة من الرضيع إلى الجانب الأيمن من مخ الأم، كما أن هدهدة الأم للطفل من الجانب الأيسر تؤدي إلى تقوية الرابطة بينهما من خلال الاستجابة البدهية السريعة للأم لمتطلبات الرضيع، وفي بحث أجري في جامعة سام هاوستن في الولاياتالمتحدة على 1.120 شخصا أظهر هذا البحث أنهم كانوا قادرين على استرجاع الكلمات العاطفية المرتبطة بالحب والغضب عندما تقال لهم في آذانهم اليسرى. وعندما تلقوا هذه الكلمات العاطفية من خلال آذانهم اليسرى، فإن النسبة المئوية للقدرة على التذكر الدقيق بلغت 69 في المائة مقارنة بنسبة 56 في المائة في الأذن اليمنى. هذا ما ينصح به تيو شونج سام من جامعة سام هيوستون في الولاياتالمتحدة اعتمادا على نتائج دراسة توصلت إلى أن كلمات الحب تمس أوتار القلب بشكل أقوى عندما تأتي عبر الأذن اليسرى، وقال تيو شونج في بيان أمام المؤتمر الأوروبي للجمعية البريطانية لعلم النفس «تتفق هذه النتائج مع دور الجزء الأيمن للمخ في التعامل مع المثيرات العاطفية». اهمسوا بالحب في آذان أبنائكم وكل همسة وأنتم متحابون. وللحديث تتمة حول التحرش الإلكتروني.. * مدرب ومستشار أسري. [email protected]