يحجم بعض الناس عن الذهاب إلى المسجد لإدراك الصلاة جماعة بحجة أنهم ليسوا من جيران المسجد، معتقدين أنهم مستثنون من الحكم الوارد في الحديث المنسوب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد). «عكاظ» طرح هذه المسألة على عدد من الباحثين الشرعيين الذين أدلوا برأيهم فيها.. إلى التفاصيل: الحديث ضعيف (الدكتور هشام آل الشيخ عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود) الحديث ضعيف جدا، لكن الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم (من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر)، ويتحقق جوار المسجد بسماع الأذان الطبيعي بدون مكبر صوت. أما صلاة الجماعة فالأصل فيها أن تؤدى جماعة، والأفضل أن تكون في المسجد، لكن الخلاف يكمن في صلاة الجماعة في المسجد هل هي سنة أم واجب؟ فصلاة الجماعة واجبة بالاتفاق، وهناك فرق بين مسألتين هما صلاة الجماعة في المسجد أو غيره، أما صلاة الجماعة في المسجد فيراها الشافعية سنة والحنابلة يرونها أقرب للوجوب، وبعض أهل العلم يرونها واجبة، أما شيخ الإسلام بن تيمية فإنه يشترطها، بمعنى أن الإنسان لو صلى منفردا لم تقبل صلاته، الخلاف يكمن في صلاة الجماعة في المسجد، ويستوي في حكم ذلك جار المسجد وغيره. اختلاف العرف (الدكتور حسن الأزيبي عضو هيئة التدريس في المعهد العلمي في جدة) جار المسجد يعرف بالعرف ويختلف الحكم باختلاف العرف والاستطاعة، فالمكبرات الآن ساهمت في تغيير المفهوم، ولذلك فإن من يصله صوت المؤذن العادي دون مكبر فهو جار للمسجد، أما الصلاة جماعة فهي واجبة، لحديث (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد) إضافة إلى أنها أفضل من صلاة الفرد ب27 درجة، وقد قال صلى الله عليه وسلم لابن أم مكتوم حينما قال إنه يسمع النداء (أجب لا أجد لك عذرا)، أما إذا كان بعيدا ولا يسمع النداء وتحصل المشقة بحضوره فلا تلزمه الجماعة، قال تعالى (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها). الجماعة واجبة (الدكتور عصام بن عبد العزيز العويد الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف) حديث جار المسجد ضعيف، لكن ليس معناه أن يتهرب الإنسان من الصلاة في المسجد أو يذهب إلى المساجد الأخرى، متهربا من الناس، أما عن وجوب صلاة الجماعة في المسجد فيكفي في ذلك حديث ابن أم مكتوم الشهير عندما قال له الرسول صلى الله عليه وسلم (أجب لا أجد لك رخصة)، فالواجب على المسلم أن يأتي إلى المسجد قريبا كان أم بعيدا.