بعد 14 يوما قضاها الطفل مشاري (ستة أعوام) في مستشفى الملك فهد العام في جدة لتلقي العلاج، إثر تعرضه لضرب مبرح من والده، أصابه بكسر في الجمجمة ونزيف خارجي، غادر المستشفى أمس بعد تحسن حالته بصحبة شقيقة والده (40 عاما) الموقوف على ذمة القضية. وكانت عمة مشاري (فضلت عدم ذكر اسمها) رافقته طيلة بقائه في المستشفى، لكنها طلبت تدخلا عاجلا من الشؤون الاجتماعية، خشية نشوب خلاف عائلي بين زوجها وشقيقها، قبل أن تتكفل شقيقة والده الأخرى في مدينة الطائف برعاية الطفل، إلى حين تسلمهم ردا رسميا من الشؤون الاجتماعية ولجنة الحماية حول رعايته وحمايته. كما طالبت بعدم تسليم مشاري لوالده إلا بعد التأكد من سلامة قوى شقيقها العقلية، ورأت أن دار الحماية هو المكان الأمثل له في المرحلة المقبلة. من جهت أكد مدير عام الشؤون الاجتماعية ورئيس لجنة الحماية الاجتماعية في جدة بالإنابة سعيد الغامدي، أنهم ينتظرون التقرير النهائي بشأن الطفل مشاري، الذي غادر مستشفى الملك فهد العام في جدة أمس، عقب 14 يوما قضاها في العلاج، إثر تعرضه لضرب عنيف من والده، أصابه بكسر في الجمجمة ونزيف خارجي. وبين الغامدي أن فريقا من لجنة الحماية درس حالة الطفل في الثامن من شهر ربيع الأول الجاري، جراء الإصابة التي لحقت به، مؤكدا أن اللجنة ستتخذ الإجراءات اللازمة حيال حماية الطفل من العنف، وأن تقريرا سيرفع إلى الجهات المختصة حول الواقعة. وبالعودة إلى عمة مشاري، أوضحت أن شقيقها الذي يعيش بمفرده مع طفله، عقب طلاق زوجته الأجنبية ومغادرتها إلى بلدها، لا يعاني مشاكل صحية أو نفسية، واستدركت «لدى شقيقي اعتقاد أن أشخاصا يعتدون على طفله جنسيا، وسبق له أن تهجم على منزل والدته، لاعتقاده أن زوجها وأبناءه يتحرشون بابنه، ما دفعه لانتزاع اعترافات منه، وإجباره على الاعتراف تحت وطأة الضرب». وزادت: «أكدت التقارير الطبية سلامة مشاري من أي اعتداءات، رغم أن الطفل استجاب لرغبات والده في الترديد أنه تعرض للتحرش والاعتداء». وخلصت إلى أن الشؤون الاجتماعية لم تبد تفاعلا مع حالة مشاري بالشكل المطلوب، إذ أن الرقم الموحد «1919» لم يرد على اتصالاتهم المتكررة سوى برسالة مسجلة، بحسبها. وفي ذات السياق، أكد ل«عكاظ» مصدر مطلع في المحكمة العامة في جدة، أن حق حضانة الطفل لا يمكن نزعه من والده، إلا بموجب معوقات وأسباب تستوجب ذلك، وأشار المصدر إلى أنه في حال ثبوت معاناة الأب من مرض نفسي ما، فإن حق الرعاية يسقط عنه إلى حين استقرار حالته ومن ثم يعاد الطفل إلى حضانة والده.