كنت قد تحدثت في مقال ماض عن فكرة التعدد في الإسلام، وأنها مرتبطة بالعدل، مرتبطة أيضا بخلل في التركيبة السكانية والذي عادة يميل لمصلحة المرأة وليست مرتبطة بمتعة الرجل. اليوم سأتطرق لنفس القضية ومن نفس المنظور، وأعني العدل ومفهومه الذي بالتأكيد لا ينغلق على الزوجات، بل يتعداه ليشمل عدد الأبناء الناتج عن التعدد. تخيل عزيزي القارئ أن هناك رجلا دخله الشهري لا يتجاوز الثلاثة آلاف شهريا، ومع هذا معدد ولديه أولاد تجاوز عددهم العشرة، بالتأكيد لن يوفر لهم حياة كريمة، ولن يتم تأهيلهم بشكل جيد ولن يجدوا عملا بنفس السهولة التي يجدها خريج الجامعة. هؤلاء الأبناء سيرفعون نسبة البطالة، والبطالة كلما ارتفعت نسبتها، ارتفعت نسبة الجريمة في المجتمع، لأن العاطل عن العمل حين لا يجد دخلا له بطريقة قانونية، سيخالف القانون، أي سيرتكب الجريمة. وسنجد أنفسنا، وبعد أن ظلم الأبناء ولم يتحقق لهم حياة كريمة، ظلم المجتمع ولم يحقق له الأمن، لأن الجريمة سترتفع بسبب هذا التعدد غير المؤطر بتحقيق العدل للزوجة وللأبناء. من هذا المنظور، ألا يحق لنا أن نطلب من وزارة العدل إعادة النظر في مسألة التعدد، وأن تمنع مثل هذا التعدد الذي يسبب الظلم للزوجة ثم للأبناء، وأخيرا للمجتمع؟، وأن تضع حدا أدنى للدخل الشهري لمن يفكر بالزواج من امرأة ثانية، وأن تمنع الوزارة من لا يملك دخلا يحقق فيه حياة كريمة لزوجاته وأبنائه. وأن تفكر السلطة التشريعية، «مجلس الشورى»، بإنشاء مؤسسة / سلطة تنفيذية مهمتها متابعة تحقيق العدل للزوجات والأبناء في حالات التعدد وغير التعدد، وإجبار الرجل / الزوج على تحقيق العدل بقوة القانون، ولو باقتطاع جزء من دخله الشهري ليصرف على الزوجات والأبناء. أخيرا.. أتمنى ألا يقال: «إن الله عز وجل طلب منا ألا نضيق ذرعا بأبنائنا، وأنه هو عز وجل الرازق»، وهذا كلام صحيح جدا، لكنه نزل ليمنع وأد الأبناء وخصوصا البنات؛ لأن الآباء لا يملكون أموالا تكفي لكل أبنائهم، فيتخلصون من بعضهم، في نفس الوقت القرآن يحدثنا كل مرة عن العدل وأهميته، بل ويلح علينا أن نعدل حتى مع أعدائنا، فما بالكم بالزوجات والأبناء. ويخيل لي وأكاد أجزم ليس من العدل / الإسلام أن يتمتع رجل دخله ضعيف في التعدد وينجب عشرات الأطفال يطلقهم للطرقات، ومن أجل متعته التي يراها حقا وعدلا، تظلم الزوجات والأبناء والمجتمع حين يصبح الأبناء / الضحية عاطلين أو مجرمين. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة