في الحياة، كما يقول الكاتب الأيرلندي الساخر الشهير برناردشو، فاجعتان: فاجعة في عدم الحصول على ما نشتهيه بحرارة، وفاجعة في الحصول عليه! كلام «شو» ليس به فلسفة كثيرة. غير أننى سألت صديقا يوما عن رغباته في الدنيا فقال أرغب في السفر إلى كل بلدان العالم وأن امتلك قصرا ومالا كثيرا وأتزوج نساء جميلات وأوقفته وكان في باله قائمة طويلة قائلا له: يا أخي قلنا لك رغبة .. هل تريد أن تنهب؟ ونهب الرغبات اليوم هو شيء ليس من اختراعي ولكن الكثير من الناس لا يقنعون حتى بالرغبات أو الأمنيات، بل هم طماعون فيها إلى درجة أن بعضهم يحتاج من يوقفهم عند حدهم! لا أنوي أن أفعل هذا، غير أن هناك معلومات مفيدة للناس أظنهم لو عرفوها لأصابتهم عدوى قناعة أو إعادة نظر في نهب الرغبات التي يمارسونها كل يوم دون رادع! تؤكد هذه المعلومات مثلا أنه إذا كان لديك بيت يؤويك ومكان تنام فيه وطعام في بيتك ولباس يستر جسمك فأنت أغنى من 75 في المائة من سكان العالم. وإذا كان لديك مال في جيبك، واستطعت أن توفر شيئا منه لوقت الشدة، فأنت واحد ممن يشكلون 8 في المائة من أغنياء العالم. وإذا كنت في عافية هذا اليوم فأنت في نعمة عظيمة، فهناك مليون إنسان في العالم لن يستطيعوا أن يعيشوا لأكثر من أسبوع واحد بسبب مرضهم. وإذا كنت لم تعش مآسي الحروب ولم تذق طعم السجن، ولم تتعرض للوعة التعذيب، فأنت أفضل من 500 مليون إنسان في الكرة الأرضية. وإذا كنت تمارس كل ما تريد بحرية دون خوف من التنكيل، وكنت في مأمن من الاعتقال والتعذيب فأنت في نعمة لايعرفها 3 مليارات من البشر في الدنيا. وإذا كان أبواك على قيد الحياة ويعيشان معا غير متفارقين فأنت أحد النادرين في هذه الدنيا. وأستطيع أن أزيد على هذه المعلومات الكثير من النعم التي نعيشها ونتمتع بها لكن لانحس بوجودها ولا نشعر بأهميتها على الإطلاق إلا عندما نصاب بأزمة أو تقع لنا مصيبة. وإذا شكر القراء الآن النعم التي هم يعيشون بها فأستطيع أن أزيد عليها معلومة وهى أنك أفضل من مليارين من البشر في العالم لايستطيعون القراءة!. [email protected]