استغرب كبير المفتين في دبي الدكتور أحمد الحداد الضجة التي أثيرت حول فتاواه بطلان سجود اللاعبين في الملاعب وقال في تصريح ل (عكاظ) : «هذه الفتوى صدرت في السنة الماضية ونشرت في جريدة (الإمارات اليوم) بتاريخ 29يوليو 2009 في الصفحة الرياضية، ولم تثر أي اهتمام، وقد استغلتها الصحافة للمكايدة بالفريق المصري الذي فاز في الآونة الأخيرة من غير أن استشار في ذلك لكونها منشورة في المواقع الإلكترونية». وبين الحداد أن ماقرره في هذه المسألة ليس له فيه إلا النقل الصحيح والرأي الصريح، ولم يأت به بجديد، مفيدا أنها مسألة فقهية معروفة عند العلماء وطلاب العلم، وزاد الحداد: «كون بعضهم يختار رأيا آخر فذلك متاح له لا ضير عليه فيه، سواء كان من الأزهر أو غيره، فالخلاف الفقهي له مبرراته ولا يزال العلماء يختلفون، فلا ينكر بعضهم على بعض، وللناس أن يأخذوا بهذا الرأي أو ذاك إذا اطمأنوا لصحة الاستدلال وقوة المقال». وحول تعليقه على ماقيل من بعض العلماء في السعودية وغيرها حول أن السجود أفضل من الرقص بعد تسجيل الأهداف قال الحداد : «هذا كلام غير علمي، ولو أنهم قالوا ما أشرت إليه في الفتوى من شكر الله تعالى بالحمد والثناء عليه سبحانه وتعالى لكونه هو المنعم المتفضل لكان خيرا لهم من هذا القول» . واعتبر من يقول بخلاف فتواه فإنه يخالف إجماع العلماء والمذهب الحنبلي وعلماءهم، مبينا أنه لم يقل خلاف هذا الكلام إلا بعض علماء المالكية والشوكاني، مشيرا إلى أن الاختلاف بين الفقهاء أمر طبيعي ومدلل عليه ولازال الناس يختلفون بين بعضهم فهذا يعذر ذلك، مفيدا أن هذه المسألة من الفروع وليست من الأصول.. وحول القول بأن سجود اللاعبين أدى إلى اعتناق البعض من غير المسلمين للإسلام قال الحداد : «قد يكون ذلك ولا يعني هذا أن يكون ذلك السجود شرعيا، بل أسلموا لما سمعوا بالإسلام والإنسان مفطور على التأثر بالدين الحق، والعادات الحسنة والأخلاق الفاضلة، وهذه بلاد شرق آسيا كلها إنما دخلت في الإسلام بسبب عرض الإسلام عليهم بصورته التي شرعها الله تعالى من القيم الفاضلة والمعاملة الحسنة ومحبة الآخرين». ورفض الحداد الفتوى التي تقول بأن السجود في الملعب يعتبر إساءة للإسلام ويأثم عليه الشخص بقوله : «أما كونه إساءة للإسلام فكبير؛ لأنه فعل عفوي من أناس لا يفقهون كثيرا، فهو لا يعدو البطلان لعدم استكمال شروطه، وعدم المشروعية لكونه ليس هذا محله ولا يأثمون عليه» .