أكدت المملكة وقطر أمس في البيان المشترك للدورة الثانية لمجلس التنسيق السعودي القطري المنعقدة في الدوحة، انطلاقاً من العلاقات التاريخية الراسخة والأواصر الأخوية الوثيقة ووشائج القربى والمصير المشترك التي تجمع بين البلدين قيادة وشعباً، في ظل وحدة الهدف والمصالح المشتركة. واسترشاداً بالتوجيهات السامية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد دولة قطر، بالعمل على تطوير وتعزيز وتنمية العلاقات الأخوية المتميزة القائمة بين البلدين في إطار من التعاون البناء الذي يحقق المصالح المشتركة بين بلديهما وشعبيهما الشقيقين. وتحقيقاً لأهداف مجلس التنسيق المتمثلة بتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات السياسية والأمنية والمالية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والإعلامية وغيرها من المجالات الأخرى التي تقتضيها مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. وتلبية لدعوة كريمة من سمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني ولي عهد دولة قطر رئيس الجانب القطري في مجلس التنسيق السعودي القطري، قام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بزيارة رسمية لدولة قطر الشقيقة يرافقه وفد رفيع المستوى يتقدمه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. وعقد مجلس التنسيق السعودي القطري خلالها دورته الثانية في مدينة الدوحة، حيث ترأس صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الجانب السعودي في مجلس التنسيق السعودي القطري، وترأس سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد دولة قطر الجانب القطري في مجلس التنسيق السعودي القطري وبمشاركة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ونائب رئيس الجانب القطري في مجلس التنسيق. و أكد الجانبان في كلمتي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على حرص القيادتين في البلدين على تعزيز وتوطيد علاقات التعاون المشترك في جميع المجالات وعبرا عن ارتياحهما لما تم تحقيقه من خطوات بناءة وما تم إنجازه من تعاون وتنسيق ثنائي بين البلدين. كما استعرض الجانبان العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات، وعبرا عن ارتياحهما حيال ما تم إنجازه من نتائج إيجابية تم التوصل إليها خلال اجتماع الدورة الأولى لمجلس التنسيق، وأكدا حرصهما على تطويرها وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. كما جرى خلال الاجتماعات استعراض ومناقشة جوانب التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وذلك على النحو التالي: أولا: التعاون السياسي والدبلوماسي: انطلاقاً من الأهداف والغايات التي نص عليها محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي القطري بالتعاون والتنسيق السياسي في كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك وتعزيز التعاون الدبلوماسي والقنصلي في علاقات البلدين مع الدول الأخرى، أكد الجانبان عزمهما على التعاون والتنسيق في كافة المجالات التي تحفظ للبلدين الشقيقين أمنهما واستقرارهما. ورحب الجانبان بالتوقيع على محضر تبادل وثائق التصديق على مذكرة التفاهم للتشاور والتنسيق السياسي بين وزارة خارجية المملكة ووزارة خارجية دولة قطر. ثانياً: التعاون في المجال العسكري: أعرب الجانبان عن ارتياحهما للتعاون العسكري بين البلدين، وأكدا على استمرار التعاون في هذا المجال وتعزيز تبادل المعلومات والزيارات والدورات والاستفادة من الخبرات في المجالات التخصصية. ثالثا: التعاون في المجال الأمني: اتفق الجانبان على استمرار التنسيق المباشر بين المختصين في وزارتي الداخلية في البلدين للتشاور حول سبل مراجعة وتحديث اتفاقية التعاون الأمني وتسليم المجرمين بين وزارة الداخلية في المملكة ووزارة الداخلية في دولة قطر النافذة بين الطرفين منذ عام 1402ه الموافق 1982م، وذلك في إطار مجلس التنسيق السعودي القطري، وفي ضوء المشروع المقدم من الجانب القطري. كما تم الاتفاق على التنسيق المباشر في الأمن السياسي الذي يهم البلدين الشقيقين. رابعا: التعاون في المجال الاقتصادي والمالي: استعرض الجانبان أوجه التعاون المالي والاقتصادي والاستثماري السعودي القطري وعبرا عن ارتياحهما لما تحقق من خطوات للتكامل الاقتصادي بين البلدين في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية. واتفقا على تعزيز التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والزيارات في المجالات الاقتصادية والمالية والضريبية والزكاة وإعداد الموازنات الحكومية وكذلك تعزيز التنسيق بينهما في المؤسسات المالية والإقليمية والدولية. خامسا: التعاون التجاري والصناعي: أبدى الجانبان ارتياحهما لمستوى التبادل التجاري بين البلدين وما وصل إليه من زيادة حيث ارتفع من (2018) مليون ريال عام 2003م إلى (6687) مليون ريال عام 2008م، وأكدا على أهمية مواصلة دعمه بالطرق المناسبة ومنها إقامة المعارض التجارية بين البلدين والندوات وعقد لقاءات مستمرة بين رجال الأعمال في كلا البلدين بغرض توفير البيئة المناسبة لدعم الروابط الاقتصادية والاستفادة من اقتصاديات كلا البلدين وإقامة مشاريع مشتركة. كما رحبا بالتوقيع خلال هذه الدورة على البرنامج التنفيذي لمذكرة التفاهم للتعاون بين وزارة التجارة والصناعة في المملكة ووزارة الأعمال والتجارة في دولة قطر الموقعة في مدينة الرياض بتاريخ 18/12/1429ه. وأعرب الجانبان عن ترحيبهما بالتوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون الصناعي بين وزارة التجارة والصناعة في المملكة ووزارة الأعمال والتجارة في دولة قطر خلال هذه الدورة. وأشاد الجانبان بالنتائج الإيجابية لزيارة وفد رجال الأعمال القطري للمملكة برئاسة الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر خلال المدة 23 25/2/1431ه الموافق 7 9/2/2010ه والالتقاء بنظرائهم في المملكة، وعقد الاجتماع الأول لمجلس الأعمال السعودي القطري مؤكدين على أهمية الدور الذي يضطلع به مجلس الأعمال المشترك في تطوير مجالي التجارة والاستثمار بين البلدين، وأهمية التواصل المستمر بين رجال الأعمال في البلدين لما فيه خدمة المصالح المشتركة بينهما. وثمن الجانبان التوجيهات السامية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام عند استقبالهم لوفد رجال الأعمال القطري، واعتبرا تلك التوجيهات منهجاً وخطة عمل مستقبلية لمجلس الأعمال المشترك الذي سيعمل على ترجمتها على أرض الواقع لما فيه خير البلدين والشعبين الشقيقين. سادساً: التعاون في مجال النقل الجوي: رحب الجانبان بمذكرة التفاهم بين البلدين التي تم توقيعها في مدينة جدة بتاريخ 14/3/1430ه الموافق 11/3/2009م بين الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة والهيئة العامة للطيران المدني في دولة قطر. سابعا: التعاون في مجال الشؤون الإسلامية والأوقاف: رحب الجانبان بالتوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشؤون الإسلامية والأوقاف بين حكومة المملكة وحكومة دولة قطر. ثامنا: التعاون في المجال الصحي: رحب الجانبان بالتوقيع على مذكرة التفاهم بشأن التعاون في المجال الصحي بين حكومة المملكة وحكومة دولة قطر. تاسعا: التعاون في مجال النقل والطرق والبنية التحتية: تم استعراض أوجه التعاون بين البلدين في مجال النقل، واتفق الجانبان على مواصلة التنسيق والتشاور في هذا المجال بين المختصين في البلدين في إطار مجلس التنسيق السعودي القطري وبما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين. عاشراً: التعاون في المجال الزراعي: أبدى الجانبان ارتياحهما لتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الزراعي والثروة الحيوانية والسمكية بين حكومة المملكة وحكومة ودولة قطر. حادي عشر: التعاون في المجال الثقافي والإعلامي: عبر الجانبان عن ارتياحهما لتوقيع محضر تبادل وثائق التصديق على مذكرة التفاهم للتعاون الثقافي والإعلامي، واتفقا على أهمية تنفيذ ما ورد فيها. وكان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية غادر الدوحة إلى الرياض أمس، اذ كان في معيته صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف، وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبد الرحمن بالغنيم، وزير التجارة والصناعة عبد الله بن أحمد زينل، وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة، وزير الصحة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، وكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية المشرف العام على مكتب سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الفريق أول عبد الرحمن بن علي الربيعان، ومستشار سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الدكتور ساعد العرابي الحارثي.