توقع وزير الطاقة الأمريكي الدكتور ستيفن تشو أن تصبح المملكة مصدرا للطاقة الشمسية في المستقبل بمستوى تصديرها للنفط، بما تمتلكه من مصادر الطاقة الشمسية، ولطموحها في توظيف العائدات النفطية في بحوث تقنية تؤدي إلى تعزيز تنويع مصادر الطاقة، ودعم برامج الطاقة المتجددة التي ستساهم في نمو المرافق الصناعية وزيادة كفاءتها الإنتاجية. وقال الدكتور تشو أثناء حديثه في المائدة المستديرة أمس، في الأمانة العامة لمنتدى الطاقة في الرياض: إن برامج رفع كفاءة الطاقة وتنويع مصادرها من أولويات السياسة الأمريكية، مشيرا إلى أن التغير المناخي الذي يشهده العالم ويهدد الكوكب الأزرق يحتم على جميع الدول تسخير إمكاناتها المادية والتقنية في سبيل حفظ التوازن البيئي، وتعزيز برامج التنمية المستدامة. وقال إن تذبذب الطلب على النفط أدى إلى تذبذب الأسعار، مشكلا ضبابية في الرؤية نحو حجم الطلب ومستوى الإمدادات من مصادر الوقود الأحفوري، مؤكدا على أهمية توسيع الاستثمارات البترولية لمواجهة الطلب على النفط في المستقبل. واستبعد الوزير الأمريكي أن يكون العالم وصل إلى ذروة الإنتاج النفطي، مبينا أن كافة البحوث والدراسات تعكس أن هناك مكامن نفطية في مختلف بلدان العالم واعدة بالنفط، وفيها احتياطيات تكفي لعدد من السنوات المقبلة، وأن استقرار إمدادات النفط مطلب دولي،كاشفا أن الأزمة المالية العالمية قلصت النمو الاقتصادي وكبحت تنامي الطلب على النفط. وأبدى الدكتور تشو قلقه بشأن البرنامج النووي الإيراني، مشيرا إلى أن ذلك يعد تهديدا للمنطقة، غير أنه استبعد أن تفضي التهديدات الإيرانية إلى إغلاق الملاحة أمام ناقلات النفط عبر مضيق هرمز. من جهة ثانية، بحث وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي مع وزير الطاقة الأمريكي والوفد المرافق له صبا ح أمس، في مكتبه في الرياض بعض المواضيع ذات الاهتمام المشترك في مجال الطاقة والبترول، والسوق البترولية الدولية وتطوراتها الحالية والمحتملة، وتقنية المحافظة على الطاقة، وخفض الانبعاثات الغازية المضرة بالبيئة. وعقب الاجتماع، قال المهندس النعيمي «إن هذا الاجتماع يأتي ضمن التعاون والتنسيق المستمر بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة في مجال البترول والطاقة، حيث إن بلدينا، يعدان من أهم الدول ذات الارتباط بشؤون البترول والطاقة. فالولاياتالمتحدةالأمريكية تعتبر أكبر دولة مستهلكة ومستوردة للبترول، والمملكة أكبر دولة مصدرة للبترول، ويربط البلدين تعاون وثيق في هذا المجال، وفي مجالات الاستثمارات البترولية، والتعاون العلمي والتقني، والتعاون الدولي في قضايا البترول والبيئة». واختتم النعيمي «أنه تم استعراض وضع السوق البترولية الدولية وتطوراتها المختلفة حاليا ومستقبلا، والتعاون بين البلدين في مجالات استخلاص الكربون، والعلوم، والتقنية، والتعليم، والتدريب. كما تم الاتفاق على أهمية استمرارية اللقاءات الثنائية بين البلدين في مجال البترول والطاقة». حضر الاجتماع مساعد الوزير لشؤون البترول صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، المستشار في الوزارة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز، المستشار لشؤون الشركات عبد الرحمن بن محمد عبد الكريم، وعدد من كبار المسؤولين في وزارة البترول والثروة المعدنية، والسفير الأمريكي لدى المملكة جيمس سميث.