شكل حضور رواد الإذاعة والإعلام السعودي في مهرجان الإذاعة والتلفزيون في المنامة وهجا وبريقا خاصا، حيث لم تبرح ذكريات نصف قرن تسترجع بريق العطاء والاجتهاد الأول لكبارنا. ونحن في «عكاظ» تابعنا الكثير من جلسات هذه الذكريات التي كانت تستعاد من قبل أول المستيقظين من ضيوف المهرجان يوميا، ليكون حول طاولة الإفطار أمين عام منظمة الإذاعات الإسلامية الدكتور محمد أحمد صبيحي، ووكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد لشؤون الإذاعة إبراهيم الصقعوب اللذان يلتزمان ركنا معينا تتوارد فيه الذكريات عن مسيرتهما الطويلة مع العمل الإذاعي. وأركان أخرى للفنان دريد لحام، والمذيع الكويتي ماجد الشطي وممدوح الليثي. كان هؤلاء أول من يستيقظون ليتداولوا الذكريات التي تهم كل إعلامي، وعلى وجه الخصوص تلك التي تدور بين الصبيحي الذي كرم في المهرجان كأحد رواد العمل الإعلامي في المنطقة، والصقعوب الذي يتوج جهوده بصناعة إعلام وإعلاميين جدد في المملكة بعد مشواره الطويل الممتد لما يقارب نصف قرن. وقال الصقعوب عن ذلك: «أفكر حاليا بتكريم كثير من زملائنا وأدبائنا الذين خدموا الإذاعة السعودية منذ انطلاقها، الأحياء منهم والأموات، حيث سأستغل انتقال إذاعة جدة إلى مبناها الجديد وتحديثها تماما وميكنة كل الخطوات الإعلامية في داخلها بعد نحو ستة أشهر من الآن، حيث وجه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة بتكريم كل من وضع لبنة في مشوار الإذاعة، مستثمرين هذه المناسبة .. وجال في فكري أن يكون منهم أديبنا الراحل الكبير عزيز ضياء الذي كانت له إسهاماته الكبيرة مع الإذاعة، وتدير ابنته الزميلة دلال ضياء إذاعة البرنامج الثاني، أيضا محمد حسين زيدان، ضياء الدين رجب، أحمد قنديل، وأحمد شريف الرفاعي وغيرهم». واستطرد الصبيحي بدوره في كثير من شؤون وشجون المشوار الإعلامي الطويل، بعد أن أهدى وزيرة الثقافة في البحرين مي آل خليفة كتابه، الذي سجل فيه تلك الذكريات والمحطات التي من أهمها مرافقته للزيارات الملكية للخارج منذ عهد الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله، وعلى وجه الخصوص الرحلة الشهيرة إلى فرنسا، وكذلك الحوار التلفزيوني الشهير الذي أجراه مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك عندما كان يومها عمدة مدينة باريس، فضلا عن ذكرياته كملحق إعلامي سعودي في بريطانيا، ومرحلة إسهامه في تأسيس تلفزيون الشرق الأوسط m b c، ومشواره الإذاعي الطويل، الذي لم يبق منه الآن إلا تقديمه الرمضاني ل «إيجاز وإعجاز» إلى إدارته لمنظمة الإذاعات الإسلامية.