أكد محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور محمد الجاسر أن الأزمة المالية العالمية الأخيرة هي أزمة قطاع مصرفي ومالي في المقام الأول. وقال في مؤتمر صحافي أمس على هامش منتدى جدة الاقتصادي، إن بعض الدول تعاملت مع الأزمة بحرص وتحفظ في الإشراف على القطاع المصرفي والمالي، ولذا كانت بمنأى عن الأزمة عدا تأثيراتها الجانبية، في حين أن الدول الأخرى التي تساهلت في هذا الجانب عانت كثيرا. وأضاف أن العالم لا يحتمل وجود قطاعات مصرفية أو مالية عليها رقابة ضعيفة، أو يسمح بتراكم المديونيات عليها بشكل ضخم، أو ما يسمى ب (الروفعة)، ولهذا فإن مجموعة العشرين والمملكة عضو فاعل فيها، ومنتدى الاستقرار المالي، ولجنة بازل، ناقشت هذه الأمور، وعرضت المملكة تجربتها الجيدة في هذا المجال، وهناك قناعة حتى من الدول التي أخفقت في إدارة قطاعاتها المصرفية أنه يجب أن تلتزم وتعتمد مثل هذه الإجراءات، والمأمول أن تنفذ الدول ما اتفق عليه في منتدى الاستقرار المالي، ولجنة بازل، ومجموعة العشرين. ورفض إلقاء البنوك المحلية باللائمة على مؤسسة النقد في عدم موافقتها على تخفيض فائدة قروض التمويل، وقال ل «عكاظ» إن فائدة الإقراض المعتمدة على تسعير مؤسسة النقد هي الأكثر انخفاضا في المنطقة كلها، لذلك اقرأوا الأرقام وستجدوا أن الفائدة منخفضة. وعن فرص عودة دولتي الإمارات وسلطنة عمان إلى الاتحاد النقدي الخليجي، قال إنني لم ولن أفقد الأمل في عودة الدولتين إلى حضن الاتحاد النقدي الخليجي، والتفاؤل موجود دائما، وهذا ديدننا في الخليج. وتحفظ الجاسر في الإجابة على سؤال آخر ل «عكاظ» حول تآكل مدخرات المستهلكين من الطبقة الوسطى بسبب تردي سعر الدولار، واكتفى بالقول «الطبقة الوسطى في السعودية تعتمد على الريال ولا تعتمد على الدولار، والأسعار بالريال وليست بالدولار». كما أكد أن الدولار خدم الاقتصاد السعودي خدمة كبيرة جدا، «اقتصادنا يعتمد اعتمادا كبيرا جدا على تصدير البترول، ووارداتنا ما زالت مسعرة بالدولار حتى من اليابان وأوروبا، ولهذا من الطبيعي أن يكون الدولار هو الأنسب لنا». وحول التوجه لإنشاء مصارف وطنية جديدة، قال ل «عكاظ»: أعطوا المصارف القائمة الفرصة، حاليا لدينا مصرفان جديدان ما زالا في طور الإنشاء والتطور، أعطوهما الفرصة لكسب حصتهما من السوق، هذا هو المطلوب الآن. وردا على سؤال نفى الجاسر وجود أرصدة مجمدة في المصارف المحلية تعود لسيدات أعمال، وقال «لاتوجد أرصدة مجمدة، الأرصدة دائما متحركة في المصارف السعودية، وليس هناك تفريق بين الرجال والنساء في إدارة الحسابات المصرفية».