رجل ناجح في عمله ويمتلك شخصية قوية ولديه من الذكاء الكثير يقول إنه رجل عصامي وبنى ثروته في خلال سنوات قليلة، لديه أسرة وأطفال يعيش في تناقض غريب احتار علماء النفس في تفسير حالته، فهو رب أسرة من الطراز الأول ولكنه في نفس الوقت يمارس كل أنواع الخيانة في حق أسرته، يسافر برا وبحرا وجوا ليمارس الخيانة بكل فن وذكاء، وزوجته يا غافل لك الله لا تشك يوما من الأيام في حبه وإخلاصه، لديه عدة جوالات لا تعرف زوجته سوى واحد منها، مواظب على الصلاة، يتحدث عن الدين وعن الأخلاق ولذلك زرع الثقة في قلوب الناس وجيرانه ويحث الناس على البر بالوالدين وهو يمارس أبشع العقوق مع والديه كثير الاهتمام بأطفاله ويعمل كل شيء من أجل إسعادهم ولكنهم لا يدرون أن أباهم يرتع في أحضان الخيانة، وعند عودته يجلب لزوجته بعض الهدايا حتى تظل في وهمها وغفلتها ويستمر مسلسل الخيانة. لايدخن لأن التدخين حرام ولكن الخيانة في نظره حلال وعندما يقابله فقير معدم يسأله بعضا من المال ينهره ويعرض عنه ويقول أين مكافحة التسول عن مثل هؤلاء، وهو في نفس الوقت ينفق الأموال الطائلة على ممارساته الخاطئة. في رمضان نجد العجب العجاب فهو يصوم ويصلي ويقرأ القرآن وإذا آذاه أحد قال اللهم إني صائم، وبعد الإفطار يعود لممارسة الخيانة ويشرب من كأسها حتى الثمالة يقول الآن إفطار فيباح في نظره كل شيء ويعود إلى منزله قبيل الفجر بدقائق وهو يردد استغفر الله. يوجد مثل هذه الحالة الغريبة والعجيبة التي يعيشها الكثير من الأشخاص الذين يتواجدون بيننا ونقف أمام وضعهم، ونحن نتساءل لماذا وكيف وتزداد علامات التعجب أمام هذه الظاهرة التي أتمنى أن تدرس ونجد الحلول الناجحة لها، فلماذا لا يستخدمون ذكاءهم وحبهم وأموالهم في طاعة الله وإسعاد أبنائهم وزوجاتهم الذين يستحقون منهم كل شيء والعودة إلى طريق الصواب قبل فوات الأوان. ولعل ما استغربه في شخصية هذا الرجل أنه يفكر الآن في بناء مسجد. ولا تعليق. محمد الجهني