أن تقف امرأة سعودية في حفل تكريم المتقاعدات لتقول على الملأ: «شهادة شكر ورقية، وبعض كلمات لجبر الخواطر لا تكفي لرد الجميل للمتقاعدات» (صحيفة الوطن السعودية، 29 محرم 1431ه، الصفحة الأولى) فهي تعبر عن الإحساس بالغبن، الذي وصل إليه حال المرأة السعودية المتقاعدة، وصنوها الرجل أيضا، فقد انتقل المواطن السعودي إلى مرحلة جديدة، فمن هي تلك الكوكبة من المتقاعدين والمتقاعدات، التي عنها يتحدثون وهم في أوج عطائهم؟ ما مصير مقولة: اخدم وطنك تسعد واشق في بداية عمرك تنل ما يسعدك في آخره؟ كيف يبحث المتقاعد والمتقاعدة السعودية عن استقلالهما المادي والمعنوي، وهما مجردان منهما، في وقت تكتفي فيه مؤسسته بورقة «شكر»؟ أين تصرف؟ وأي بنك يشغلها ليربح منها المتقاعد، ما ينقصه في آخر حياته الوظيفية؟ إن جوهر «التقاعد» في أي مجال من مجالات عالم اليوم، هو أنه مرحلة ما بعد العمر الطويل، في تطور نمط إنتاجه قبل التقاعد، ومن أهم ما يميز هذا النمط عن كل ما سبقه هو: قدرة المتقاعد الصحيح الجسم، على التطور، وتطوير مجتمعه معه، وليس في هذا ما يستغرب، لأن تاريخ المتقاعدين بوقائعه، يظهره على أوضح وجه. يأتي التقاعد بعد أن ارتبط المتقاعد بما يمكن أن يسمى «تجارة بعيدة» يستثمر فيها منتجه الثمين، ليبيعه للقادرين على دفع الثمن، وليملكه طرف يمكن أن يحرم منه غدا، وبظهور التقاعد في حياة بعض المتقاعدين السعوديين رفضوا الربا، فهو محرم تماما، بينما هجر متقاعدون آخرون أرضهم التي كانوا يعيشون فيها، وانطلقوا يبحثون عن عمل، كي يحصلوا على إيراد مناسب، فلم يعد راتب التقاعد يكفي، في زحمة غلاء الحاجات الضرورية الأساسية، ولا يستطيع أن ينظم في ضوئها حياته الاقتصادية والاجتماعية الجديدة، وادخار مبلغ من المال، يقيه ذل الحاجة عند اللزوم. لقد بنى التجار قصورا زادهم الله من فضله، ونظموا فيها لقاءات مفتوحة للمتقاعدين من المثقفين، بل إن بعضهم مد يد العون المالي لهم، بعد أن تأكدوا من سوء أحوالهم، فإلى جانب تراكم الخبرات، والمعلومات، يفترض أن يساعد التقاعد المتقاعد على عمل جديد، فقد جمع تراكما معرفيا في العمل، وفي عدد كبير من العلوم الإدارية، والفنية، والاجتماعية، والاقتصادية خلال عقود عمله، تجعله قادرا على نهضة مجتمعه، وقد نجحت بعض أنظمة التقاعد في العالم، في إعلاء قيمة الادخار والعمل، فالثروة المكتسبة نعمة من الله، وقد شهد تاريخ البشرية، مضاعفة إنتاجية العمل، بفعل الاستعانة بالمتقاعدين الأصحاء عدة أضعاف، وزاد الإنتاج بطريقة جذرية، وانخفضت بالتالي أثمانه، واتسع سوقها. سلم فوك يا حصة بنت خالد آل سعود «الرئيسة الفخرية للقسم النسائي في الجمعية الوطنية للمتقاعدين» فقد قلت ما لم يقله بعض الرجال ذوي الشوارب الكثيفة. [email protected] فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة