إجابة المشرف العام على إدارة العلاقات في ديوان المراقبة العامة (الذي نشر هنا) استجابة لسؤال (لا يهدأ) عبرتنا من غير أن تثير تساؤلات حادة حول تلك الإجابة الصادمة. فالسؤال كان يبحث عن دور ديوان المراقبة وهل تنبأ هذا الديوان وحذر من التجاوزات المالية والإدارية التي تم كشفها أخيرا؟ وهل هناك أولويات في العمل الرقابي للديوان تتضمن التركيز على القضايا الخدمية والتنموية والمشاريع الاستراتيجية الكبرى عوضا عن القضايا الروتينية والأعمال التقليدية؟. وكانت الإجابة بالإيجاب (على السؤال الأول وهو الذي يعنينا)، ولكون الديوان يختص بالرقابة اللاحقة على جميع إيرادات الدولة ومصروفاتها، وكذلك مراقبة أموال الدولة المنقولة والثابتة ومراقبة حسن استعمالها والمحافظة عليها وعدم إساءة استخدامها في غير الأغراض التي خصصت من أجلها. فإن كلمة (نعم) التي وردت في الإجابة تعني أن الديوان اكتشف التجاوزات والاختراقات وبما أن النظام يقوم على أساس: (إبلاغ الديوان للجهات المشمولة برقابته بالملاحظات التي تتكشف له فور الانتهاء من أعمال التدقيق، ويتعين على الجهة أن تخير الديوان بما اتخذته من إجراءات لمعالجة تلك الملاحظات خلال شهر من تاريخ إبلاغها، وعلى كل جهة حكومية إحاطة الديوان فور اكتشافها لأية مخالفة مالية أو وقوع حادث من شأنه أن تترتب عليه خسارة مالية للدولة، وذلك دون إخلال بما يجب أن تتخذه تلك الجهة من إجراءات). وهذا يعيد الكرة إلى ملعب ديوان المراقبة العامة: إذ كان الديوان قد اكتشف التجاوزات والخروقات فما هي الجهات التي تم إبلاغها بهذه الخروقات؟. ووفق النظام هل استقبل الديوان ردودا على ملاحظاته خلال شهر من رصد الخروقات؟وإذا كان الديوان قد تقبل الردود على ملاحظاته فهل اكتفى بردود الجهات الواقعة تحت ملاحظاته من غير أن يتأكد من إصلاح تلك التجاوزات والخروقات؟ ماذا فعل الديوان حيال عدم تلافي التجاوزات والخروقات من قبل الجهات التي لم تصلح من شأنها .. وهل اكتفى الديوان بتسجيل الملاحظات وتقبل الردود بينما كان يرى أن السفينة تغرق؟. وهل ترفع المسؤولية عن الديوان بمجرد أنه كاتب هذه الجهة أو تلك من غير أن يجد تجاوبا، فركن إلى المراقبة عديمة الجدوى. وهل رضي الديوان بالصمت مع وجود كل تلك الخروقات التي أدت إلى كوارث لحقت بالإنسان وبالوطن من غير أن يتحرك في اتجاهات أخرى توقف تلك الخروقات .. وإذا فعل فإلى أي جهة تحرك؟، ولماذا صمت الجميع حتى حدث ما حدث. يا ديوان المراقبة كان سؤال واحد في زاوية (سؤال لا يهدأ) فإذا بإجابتكم تولد عشرات الأسئلة التي لا تهدأ. (طمنونا إش الموضوع) [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة