على عكس كل أدباء العالم لا يفتخر الأديب الكولمولمبي الشهير غابيريل غارسيا ماركيز صاحب رواية «مائة عام من العزلة» بمكتبته العامرة بل يعتبرها مجرد أداة عمل ليس إلا. لكنها غنية إلى درجة أنه يستطيع كما يقول عنها «أن يطلع في لحظة على كتاب لدستيوفسكي، والتأكد من معلومة عن مصرع يوليوس قيصر أو عن طريقة عمل كرابيراتر سيارة. ولدي حتى كتيبات تشرح كيف يمكنك أن ترتكب جريمة قتل كاملة».! لا ننوي قتل أحد اليوم غير أن كلام ماركيز عن المكتبة تذكرته وأنا أقرأ تحقيقا جميلا في «الغارديان» البريطانية حول افتتاح مكتبة جديدة في لندن مختلفة عن باقي المكتبات في الشكل والمضمون. وبسبب صغر المكتبة فإنها لاتوفر سوى نسخة واحدة من كل كتاب. وتنحصر موضوعات الكتب التي تبيعها المكتبة الجديدة على السير الذاتية والجدل السياسي والاتجاهات الفلسفية وبعض كتب الشعر النحيلة ! واستعانت المكتبة الجديدة بالتصميمات الجذابة من واجهات عرض متسعة تسمح لأضواء الشارع باختراقها. وتضع المكتبة رصدا للكتب العالمية الأكثر توزيعا. كما يأمل أصحاب المكتبة في زيادة المبيعات عن طريق الاستعانة بمندوبي بيع قادرين على إجراء حوار مع المهتمين بالنشر والمؤلفين القراء. أما أطرف ما قامت به المكتبة فهو إجراء استطلاع لرأى الجمهور حول شكل المكتبة المثالية جاء فيه: «متشعبة الأروقة، ترتيب الكتب عشوائي مفاجئ، يحفها السحر، إضافة بعض الغبار على رفوفها لإعطائها نفحة تاريخية عليها، مزودة بسلالم عالية تستند على أعلى رف، الزبائن من مشعثي الشعر، وضع زوايا لأحلى الكتب وأسوأ الكتب أيضا».! وسألت أصدقاء على غرار استفتاء المكتبة عن ماذا يرغبون في مكتبة جديدة في الخليج فكانت النتيجة هي: «الكتب مرتبة وبها إغراء، بها موظفون شباب ونشيطون، تسمع في أروقتها موسيقى كلاسيكية، الإضاءة مريحة، لامانع من وجود نافورة جميلة، من المهم وجود مقهى صغير لشرب الشاي والقهوة، لابأس من وجود حسناوات يروجن للكتب».! وكما يلاحظ القارئ فالفارق كبير بين الاستفتاء البريطاني والخليجي. فبينما طلبات الإنجليز بها الكثير من الفنتازيا والخيال نرى القراء في الخليج واقعيين إلى درجة الطمع وكأنهم يتحدثون عن الجنة مثلا. ! حسناوات وموسيقى ونوافير .. قال مكتبة .. قال.! [email protected]