دخلت أسماء أبو غالب إلى عالم العلاقات العامة عبر دراستها الجامعية واكتسبت خبرة كافية في هذا القطاع من خلال عملها في عدة شركات عالمية متخصصة، وهو ما قادها إلى الاستقلال بنفسها بعد أن أنشأت شركة خاصة تطمح من خلالها إلى الاستفادة من الكوادر النسائية وفتح الفرص أمامهن للإبداع. ومع بداية نشأتها، حرص والدها على تعليمها تعليما مميزا عبر مدارس دار الحنان وهي من المدارس الرائدة في المملكة، ومنها حصلت على الثانوية العامة ثم سافرت إلى القاهرة للدراسة وتخصصت في الإعلام والعلاقات العامة، كونها تعشق هذا المجال وتجد نفسها فيه. عادت إلى المملكة حاملة طموحاتها الكبيرة، وانخرطت في أول وظيفة لها في الغرفة التجارية في جدة، وكانت من أوائل الفتيات اللائي حصلن على وظيفة في الغرفة، وانتقلت بعدها إلى وظائف أخرى وتقلدت منصبا مهما وحساسا في شركة عالمية متخصصة في العلاقات العامة، ثم أصبحت مديرة للشركة. وكانت تتعامل مع العملاء المحليين والعالميين وأحيانا تضطر إلى السفر للاجتماعات وتوقيع العقود كونها تمثل الشركة في العديد من البلدان. اكتسبت من خلال هذه الخبرة الكثير من الثقة، فأنشأت شركة متخصصة في العلاقات العامة وكسبت من خلالها ثقة العملاء وأصبحت تنافس بها كبرى الشركات العالمية. تقول «الخبرة والالتزام وجودة الأداء هي الركيزة الأولى للنجاح بعد رضا الله ورضا الوالدين». وتؤكد أنها واجهت صعوبات في بداية الأمر، وتكمن هذه الصعوبات في شقين؛ أولا «أننا لا نعرف كيف نبدأ رغم كل المؤهلات والخبرات ولا توجد جهات معنية تستطيع المساعدة فعليا بتقديم النصيحة، كما نجد اليوم من مراكز لتمكين المرأة أو لدعم المشاريع الصغيرة»، لذلك اعتمدت على نصائح والدها خصوصا في الشؤون القانونية. والشق الآخر يكمن في عدم تقبل المجتمع المنافسة الشريفة في مجال العمل من امرأة، لكن هذا الاعتقاد بدأ في التلاشي تدريجيا مع الوقت. وترى أبو غالب أن هناك كفاءات نسائية عالية يجب أن تستغل وهو ما تعمل عليه من خلال شركتها، تقول «لم يعد هناك أي مانع في أن تخرج المرأة لسوق العمل لتثبت ذاتها ولتؤدي واجبها نحو وطنها ومجتمعها». وتطمح إلى فتح المجال أكثر أمام المرأة بما يناسب قدراتها وإبداعاتها. وتطالب بوجود جهات معنية مختصة تستطيع من خلالها سيدات الأعمال السعوديات الحصول على حقوقهن كاملة دون وكيل أو محام. وتضيف: «أتمنى أن تنشئ الغرف التجارية مراكز للتخطيط الاستراتيجي تصل بالشركات إلى العالمية، ولكن يجب أولا أن نعرف ما هي الجودة ومقاييسها، وكيف نصل -كسيدات أعمال سعوديات- لمستوى المنافسة العالمية وما هي الخطوات القانونية لذلك».