غير معقول!! .. هل انتهى فعلا عرض الرسائل المجانية؟ يا إلهي كيف كان إعصار الرسائل يعصف بشاشة الجوال دون رحمة؟! لم يكن لأي رسالة علاقة بالأخرى، 700 ألف مليار ترليون رسالة انطلقت من كل الاتجاهات لتصل إلى كل الاتجاهات! الكل يريد أن يستهلك العرض المجاني حتى أقصى حد ممكن، البعض وصل بهم الأمر حد أن يرسل لصديقه: (أنا عطست) فيرسل له الآخر: (يرحمك الله)!. لو جربت خلال فترة العرض أن تترك هاتفك بعيدا عنك لمدة خمس دقائق فقط فإنك حين تعود إليه ستجد عددا لا يصدق من الرسائل الواردة، أصحاب هذه الرسائل يمثلون مزيجا إنسانيا عجيبا يتكون من أصدقاء وأقارب وزملاء وجيران ومعارف من بعيد لبعيد، وأحيانا تأتيك رسائل من أشخاص انقطعت أخبارهم منذ سنوات بعيدة، الكل يريد المشاركة في الحفلة المجانية للتواصل الاجتماعي، لا أحد يريد تفويت فرصة إلقاء التحية وإبداء مشاعر المودة ما دامت هذه المشاعر (بلاش)، كل الناس (حبايب وغالين) في شهر (البلاش)!. أما مضمون الرسائل المجانية فتستطيع أن تقول إنه (كله على كله): أدعية، رسائل محبة، أخبار محلية، أخبار رياضية، نكات (نص كم)! أشعار، تحذيرات صحية، عناوين مواقع على شبكة الإنترنت، نكات (ربع كم)! حكم، نوادر، تعليقات على قضايا رياضية، إشاعات، نكات (بدون أي كم)! تذكير ببعض برامج التلفزيون، عروض عقارية، نكات تسخر من الأغبياء في كل مكان، ألغاز، سطور من كتب أو مانشيتات صحافية، معلومات عن غرائب وعجائب العالم، نكات قديمة جدا تأتي مصحوبة بالغبار ترسل وفقا لمبدأ: (يمكن تكون ما سمعتها)!. ثمة شباب يرسلون إلى بعضهم البعض رسائل يومية من نوع: (اليوم السبت .. وغدا الأحد) وهكذا لمدة 30 يوما، المهم بالنسبة لهم أن تكون هناك رسالة ما ترسل إلى شخص ما، أما المحتوى فهو أي شيء .. أي شيء بكل ما يحمله تعبير (أي شيء) من معنى، حتى يصل الأمر ذورته القصوى حين تتلقى رسالة يقول صاحبها: (مابقى عندي شي أرسله ..أرسل لي أنت)!. شخص ما عرفته رغما عني أهلكني بالألغاز التي كان يرسلها بمعدل (ألف مسج في الدقيقة الواحدة)! كنت قد التقيته لمدة نصف دقيقة قبل خمس سنوات، ولا أظن أبدا أنني الضحية الوحيدة لألغازه، فإذا كنت أنا (صديق النصف دقيقة) قد تلقيت منه أكثر من سبعة ملايين لغز فكم سيكون عدد الألغاز التي أرسلها لصديق العمر؟! لم أجد بدا من مسح رسائله قبل قراءتها، يتضح لي لحظة مسحها أنها تبدأ دائما بعبارات من نوع: (أنشدك عن عذراء أبوها ولدها؟!) أو (وش الشي اللي ماله شي وله ثمانين شي؟!) وبرغم أنني لم أحل أي لغز من ألغاز صاحبنا المتتابعة إلا أنه كان مثل السيل الهادر الذي لا يريد أن يتوقف، بعد أن فاض بي الكيل أرسلت له: (أنشدك عن داب عمى يلدغ جدار .. لو ينكسر نابه تنام المخاليق؟) وبعد أن أرسل ثلاث إجابات خاطئة .. توسل لي أن أرسل له حل اللغز الذي (لم يمر عليه أبدا رغم تبحره الكبير في عالم الألغاز طوال الأسابيع الماضية)، فأرسلت: (شاحن جوالك)!. في الثانية الأخيرة قبل انتهاء العرض المجاني .. بالضبط في اللحظة التي تسبق لحظة النهاية .. وبينما كان حكم صندوق الوارد يستعد لإطلاق صافرة النهاية .. تلقيت آخر رسالة غير مدفوعة الثمن! .. جاءت على شكل خبر رياضي يقول: (عااااجل .. وافق رئيس هيئة أعضاء الشرف في نادي الحزم خالد البلطان على طلب رئيس نادي الشباب خالد البلطان بإعارة المهاجم وليد الجيزاني لنادي الشباب حتى نهاية الموسم .. هذا وقد قدم رئيس نادي الشباب خالد البلطان شكره وتقديره لرئيس هيئة أعضاء الشرف في نادي الحزم خالد البلطان على موافقته التي لم تدم طويلا)!. على أية حال .. مبروك لفريق الشباب المكلل دائما بالإبداع الجماعي حصوله على كأس الأمير فيصل بن فهد، ووداعا لشهر الرسائل المجانية .. فاليوم أصبح كل شيء بفلوس! . [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة