أصبح موقع «الفيس بوك» من المواقع الأكثر ولوجا بشكل يومي على مستوى العالم، بل أضحى عدد سكان أمريكا أقل من عدد مشتركي «الفيس بوك»، بل تعدى الأمر أن البعض يرى أن من الأمية الحديثة من لم يملك حسابا في هذا الموقع المجاني. فالبعض يرى منه طريقة لإبراز المواهب، والبعض يراه وسيلة للدعوة إلى الله، والبعض يتسكع فيه كالأسواق. ومن الغريب أن ترى مراقبين لهذا الموقع الذي يضم أكثر من ثلاثمائة مليون يقومون بإغلاق حسابات المستخدمين لمخالفتهم الأنظمة واللوائح، ولكن المراقب للوضع يرى أن كثيرا من ذوي التوجه – الإسلامي – تم إغلاق حساباتهم، فهل السبب التدين أم التوجه أم أنها حرب معاكسة إلكترونية جديدة. استطلعنا آراء بعض العلماء والدعاة والمشتركين في الإنترنت الذين تم إغلاق حساباتهم، فإلى التفاصيل: إيقاف مؤقت تواصلت «عكاظ» مع بعض من تم إغلاق حساباتهم، ووجدنا الترحيب من البعض في التحدث معنا، أما البعض الآخر فرفض الإفصاح عن أي شيء خاص بهذا الأمر، معللين ذلك بأنهم بعيدون عن هذا الأمر ولا يودون الخوض في غماره مرة آخرى، فيؤكد أحمد الطلحي (مبتعث سعودي في إستراليا)، أنه واجه مشكلة إيقاف حسابه امتد لعشرة أيام، فيقول: «تعرض حسابي للإيقاف لمدة وصلت لعشرة أيام، ولكنه عاد بعد أن قام بعض الأصدقاء بعمل حملة على صفحات «الفيس بوك»، لإرجاع حسابي، وتم إرسال مجموعة كبيرة من الرسائل للإدارة لمعرفة سبب الإيقاف، وبعد طول انتظار وصلتني رسالة اعتذار وأسف». وبين الطلحي أن على الجميع الذين يقومون بالتسجيل في الموقع الاجتماعي قراءة شروط التسجيل، قبل القيام بذلك، وأضاف: قليلا ما نلحظ وجود المشاهير في «الفيس بوك»، وإذا وجدناهم نجد أن الكثير من حساباتهم يديرها آخرون من المحبين وطلبة العلم. إيقاف نهائي فيما واجه الشيخ عوض القرني عقوبة إيقاف حسابه بشكل نهائي، وحتى كتابة هذا التحقيق لم يعد حسابه بعد، فبين مدير مكتبه محمد آل شبيلي أن إدارة «الفيس بوك» لم تتجاوب مع كافة الرسائل التي تم إرسالها، وأنهم يواجهون وعودا بالنظر في هذا الأمر. وأضاف آل شبيلي أنهم قاموا بعمل مناسبة احتجاج على هذا الأمر، ووصل عدد المنضمين لهذا الاحتجاج أكثر من 5000 عضو في غضون شهرين، وتلافيا للإحراجات لعدم استطاعة قبول عدد أكبر من الأصدقاء، قمنا بعمل مجموعة آخرى باسم الشيخ عوض القرني وبإشراف منه ومكتبه، تكون الاستجابة للمعجبين ويكون التواصل سهلا بين الشيخ ومحبيه. وبين آل شبيلي أن مثل هذه المواقع الاجتماعية يجب أن تستثمر بالشكل الصحيح، لنشر الفكر النير والتوجه الصحيح، ومن السهل استثماره وجعله راقيا بعيدا عن الغلو والتفسخ والانحلال. شروط وخط أحمر فيما يؤكد معاذ قطب، وهو أحد المستخدمين النشيطين للموقع، أن «الفيس بوك» قد وضع شروطا للمستخدمين في عدم استخدام «الفيس بوك» لانتحال شخصيات مهما كانت أو سرقة ملكية فكرية أو التعدي على الآخرين، ولم ترد أي بيانات حول منع استخدام «الفيس بوك» في ترويج الأفكار مهما كانت أو حتى التعبير عن الرأي، فهو مساحة للحرية فمن حقنا التعبير عن معتقداتنا وآرائنا. اتفاق لنشر الدعوة واتفق جميع من سألناهم على آرائهم في توجه العلماء والدعاة والشيوخ لفتح حسابات على الموقع الاجتماعي «الفيس بوك»، حيث أكدت هند عبدالحميد أن هذا أمر جميل جدا، ويدعو للتفاؤل ونشر الدعوة الإسلامية من خلاله، ونستطيع من خلاله التواصل مع علمائنا وشيوخنا، والتعلم منهم أمور ديننا. وبينت هدى أن إحدى صديقاتها كان حسابها سيئا ومليئا بالصور والمقاطع السيئة، ولكنها تابت وعادت إلى ربها وقامت بحذف كل ما كان واستبدلته بمقاطع من السور والأدعية، ووجدت نفسها خلال أسبوع واحد فقط خارج الموقع بسبب عودتها لربها، وتم إغلاق حسابها. ووافقها الرأي محمد سالم، حيث قال: «من المحبب لقلبي أن أرى شيوخنا وعلماءنا ينورونا في العالم الافتراضي كما الحقيقي، إنه لأمر جميل ومستحسن، وليس بغريب على علمائنا».