أطلقت الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع أخيرا البرنامج الثاني لورش عمل «سلامة قلبك» على مدى عام كامل. يهدف البرنامج لرفع الوعي بأمراض القلب والأوعية الدموية في المملكة، ويستهدف تطوير برنامج للتعليم الطبي المستمر لتدريب 500 طبيب ضمن دورات علمية متقدمة متخصصة في الثقافة الصحية، لتخفيف أعباء أمراض القلب والأوعية الدموية بالتعاون مع خبراء دوليين من الكلية الأمريكية لأمراض القلب، وجمعية القلب الأمريكية والجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع. وشدد رئيس الجمعية الدكتور سعود الحسن، في مؤتمر علمي عقد أخيرا في الرياض للإعلان رسميا عن إطلاق المبادرة بحضور استشاريي واختصاصيي أمراض القلب وأطباء الطب العام وطب الأسرة، على أهمية البرنامج «الذي سيعزز الوعي الصحي في المملكة»، موضحا «أن اللجنة العلمية استقطبت 25 استشاريا في أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض السكري من كافة مناطق المملكة، للعمل معهم ضمن دورة تدريبية مكثفة أشرف عليها خبراء من جمعية القلب الأمريكية، وفق مناهج ونماذج تدريب الكلية الأمريكية لأمراض القلب، ليكونوا النواة الأساسية لتدريب الأطباء». وربط الحسن أهمية هذه الدورات وتميز مادتها العلمية المتقدمة مع كونها توفر للأطباء المشاركين فرصة نوعية لمتابعة آخر التطورات والأبحاث العلمية في السنوات الأخيرة بمجال أمراض القلب وطرق الوقاية عالميا، مؤكدا أن المبادرة توفر جرعات معرفية تطويرية ذات مستوى أكاديمي رفيع ومصادر مرجعية موثوقة من كفاءات تتمع بمستوى علمي رفيع وخبرة طويلة، لافتا إلى أن الدورة قادرة على تأهيل أطباء الطب العام وطب الأسرة من المشاركين على تحسين مستوى الوعي لدى الناس حول كيفية الوقاية من هذه الأمراض. ويقدم البرنامج مستوى مرتفعا من المادة العلمية المقدمة، يتيح للأطباء المشاركين إمكانية التقدم لامتحان الزمالة للكلية الأمريكية لأمراض القلب والحصول على شهادة معتمدة. ولخص الدكتور محمد عرفة في ورقة عمل قدمها في المؤتمر العلمي الخاص بتدشين البرنامج أخيرا، خطورة أمراض القلب على صحة المجتمعات عالميا، مؤكدا تزايد سرعة انتشارها العالية في المملكة استنادا لعدد حالات المرضى في مستشفيات المملكة، موضحا الأسباب المؤدية للمرض ومن أهمها: ارتفاع نسبة مرضى السكري في المملكة لتسجل نسبة 26 في المئة من سكانها، إضافة إلى أمراض ارتفاع الضغط والكوليسترول. وقال عرفة «إننا الآن بمرحلة إعادة صياغة أولوياتنا، فليس عملنا فقط معالجة المريض، بل أصبح يتركز على تطوير أساليب منع المريض من أن يصل لهذه المرحلة عن طريق القضاء على العوامل المسببة لمرض القلب، الأمر الذي نعمل عليه من خلال مسارات برنامج «سلامة قلبك» الثلاثة التي تعد مسارات متكاملة، كونها بدأت بدراسة الواقع الحالي، ثم الانتقال إلى مخاطبة الأطباء المشاركين، ثم نشر التوعية لعامة الناس». وتأتي أهمية إطلاق البرنامج الجديد بهدف تقديم التعليم الطبي المستمر للأطباء والمختصين، وهي مكملة للمبادرة الأولى ضمن برنامج «سلامة قلبك»، كما تهدف إلى تحقيق أول دراسة من نوعها في المملكة ودول الخليج، لمتابعة وتحديد النسبة الفعلية من المرضى الذين يستطيعون الوصول إلى مستويات الكوليسترول المستهدفة باستخدام العقارات المستخدمة حاليا، إلى جانب كونها تمهد الطريق لتحقيق أهداف المرحلة الثالثة من البرنامج التي تسعى لإحداث نقلة نوعية في مجال الوعي الصحي بين فئات المجتمع السعودي، وتعزيز ثقافة الوقاية، وتبني سلوكيات صحية ضرورية لحماية المجتمع من أمراض القلب والكوليسترول.