تهيم مواطنة في شوارع مكةالمكرمة وأطفالها الثمانية المصابون بأمراض نفسية وعصبية نتيجة عنف أسري ارتكبه رب الأسرة. وتروي أم عبد الله تفاصيل تشردها، حيث تعرضت وأبناؤها الثمانية لصدمات نفسية منذ أول أيام زواجها الذي عقد بالإجبار إرضاء لعمها رأبا للخلاف الأسري بعد أن رفضت الشقيقة الكبرى لأم عبد الله الزواج على حد وصفها. وتمضي أم عبد الله التي تعاني وأطفالها حالة صحية ومادية متردية أن زوجها يكبرها ب 20 عاما وتزوجته دون رضاها، قائلة «اختار والدي حلا لخلافه مع شقيقه الذي غضب منه إثر رفض شقيقتي الكبيرة الزواج من ابن عمي فزوجوني بالعوض، ولذلك بنيت حياتي الزوجية على أساس خطأ». تجهش أم عبد الله بالبكاء مستعيدة ذكرى اليوم الأول لزفافها «ضرب مبرح وكانت الصدمة الأولى، ولم تفلح كل محاولات الاستنجاد بوالدي الذي يعيدني لبيت زوجي ولاينصفني أبدا وتحملت حتى رزقت بثمانية بنين وبنات ». وتضيف: «يعذبنا زوجي بثلاث طرق، إما بالحرق، أو الضرب، وكثيرا ما يستخدم أسلوب الشنق والضرب بالسوط». لجأت أم عبد الله إلى المستشفيات لعلاج بناتها وأطفالها واختارت البقاء في دار الحماية الاجتماعية وخرجت لاستقبال المعزين في والدها الذي توفي، وفضلت أن تبحث عن مأوى غير الدار إلا أنها لم تجد أي تجاوب من مؤسسات خيرية عدة في مكةالمكرمة، واستمرت حياتها من الشارع نهارا إلى غرفة مهجورة للنوم وهكذا كل يوم. وتعترف أم عبد الله أنها حاولت الانتحار غير مرة بعد أن تخلى عنها أشقاؤها ولم تجد مأوى لأطفالها. من جانبها أوضحت الأخصائية الاجتماعية محاسن شعيب أنها تجري بحثا لحالة أم عبد الله وأطفالها، إثر تحويل ملف الأسرة إلى الشؤون الصحية في مكةالمكرمة مع خروجهم من دار الحماية لمعالجتهم من الحالات النفسية نتيجة العنف الأسري الذي مورس ضدهم. وبينت محاسن أن الأطفال وأمهم يعانون من آثار العنف ويحتاجون إلى فترة من الاستقرار ماديا وسكنيا حتى تجدي جلسات العلاج غير أن الوضع الحالي يحد من تقدم العلاج بشكل المباشر. وتؤكد شعيب أنها خاطبت الجمعيات «ولكن إلى الآن لم نجد التفاعل المنتظر خصوصا توفير مسكن».