تعرضت أكثر من عشرة محال لبيع وشراء وصيانة الجوالات مجمع تجاري في جدة للسطو الجمعة قبل الماضية، من لصوص كسروا قفل باب المجمع الخارجين والدخول إلى المحال بعد كسر أبوابها والخزانات الموجودة بداخلها، وسرقة ما يقرب 463 جهازا جوالا جديدا من مختلف الأنواع، و70 ألف ريال وجوالات أخرى لعملاء جاري صيانتها. في التفاصيل أن المسؤول عن تلك المحال جاء في المساء من يوم الجمعة لفتح المجمع، ليفاجأ بآثار الجريمة، إذ كسر الباب الرئيسي، ولم يتردد وسط دهشته من الموقف، وعلى الفور تقدم ببلاغ للشرطة، وحضرت دورية حيث وقفت على حادثة السطو، وأخذت البصمات وسجل محضر بالحادثة، وما زال البحث والتحري جاريا للقبض على الجناة. وفي وقت سابق أسقطت شعبة البحث والتحريات الجنائية في شرطة جدة عصابة أفريقية تراوحت أعمارهم ما بين 25 35 عاما، ارتكبوا عدة سرقات في جدة لمحال تجارية، غير أن هروبهم لم يدم طويلا، إذ تمكنت الفرق الأمنية بإسقاطهم مؤخرا إثر كمين محكم وناجح أطاح بشبكة لصوص من ذات الجنسية دلت على أوكارهم. هذا التشكيل مارس أعمال السرقات في محال تجارية كان منها سرقة أجهزة الجوالات وأجهزة إلكترونية، بعد أن كسروا الباب الخارجي لمحال تجارية كان أحدهم يراقب الموقع لعدة أيام قبل أن يأتوا في ساعة متأخرة من الليل ونفذوا سرقاتهم. أعمال العصابة اتسمت بالسرية المطلقة وتركزت على عدم إشراك أي أشخاص غير معروفين معهم كونهم من جنسية واحدة، لكن الأجهزة الأمنية تمكنت من رصد خيوط دلت على أشخاص يعرضون أجهزة إلكترونية وأجهزة جوال حديثة بأسعار زهيدة، دون أن يبرزوا أي أوراق ثبوتية لها وهو ما أثار الشبهات حولهم، لتراقبهم شعبة التحريات والبحث الجنائي ورصد تحركاتهم حتى تمكنت من ضبطهم وهم ينفذون سرقة أحد المحال متلبسين، وليعترفوا بما نسب إليهم ويدلون على المواقع التي سرقوها وعلى أوكارهم، وأشاروا إلى أن منازلهم تقع في أحياء شعبية جنوبجدة. وقصص سرقة محال الهواتف النقالة نسمعها من أصحابها باستمرار وبطريقة غريبة عند هؤلاء، إذ لم يصدق طه مصطفى بأن تصل جرأة ذلك اللص ووقاحته، إلى المستوى الذي كان هو ضحيته في الأسبوع قبل الماضي. يقول طه: لدينا عشرة محال لبيع وشراء وصيانة الجوالات، كلها تقع داخل مجمع صغير بجوار سوق الحجاز والبوادي الشعبي، إذ أن الحركة مستمرة والشوارع لا تخلو من المارة، والسرقة التي شهدتها محلاتنا، لم تكن بعيدة من أحد الأطراف الذين كانوا يعملون لدينا، بعد أن أعطيناه الثقة والمحبة، لكنه قابلنا بوقاحة وسرقة، ويضيف: هذه أول سرقة نشهدها منذ افتتاح المجمع، إذ استغل هذا اللص فترة الإجازة من يوم الجمعة، حيث تكون الحركة خفيفة كونه وقت راحة للناس، ولم أصدق حينما جئت بعد العصر لفتح المجمع بكسر الباب، وما إن دخلت إلى المحال حتى وجدت جميع أبوابها كسرت واللص قد عبث بكل شيء، ركضت مسرعا إلى الخزنة الكبرى، حيث توجد بها جميع الأجهزة الجديدة، واكتشفت أنها لم تسلم، إضافة إلى مبلغ 70 ألف ريال، بعدها اتصلت على الفور بالشرطة وإبلاغهم بحدوث سرقة، وجاءت دورية وأخذت البصمات من المحال، ولا يزال البحث جاريا عن اللص. ويؤكد طه... كنت أتمنى القبض على اللص، ليس لأنني متأسف على سرقة الجوالات، ولكن لأنني أعطيته كل الثقة والمحبة وعاملته بأخوة فإذا كانت السرقة لديه بهذه الجرأة والوقاحة وفي وضح النهار، فهو بلا شك سيكون خطيرا إذا ترك هكذا، ومن الأفضل ردعه وتأديبه، حتى لا يتمادى في السرقة، وأصبح يضيف طه من الضروري أن تكون هنالك حراسات أمنية على هذه المحال، وهي في خطتنا للأيام المقبلة، حتى نتقي شر اللصوص. ويشير عارف علي أحمد إلى أنه يجب ملاحقة هؤلاء ضعاف النفوس الذين يسطون على المحال بكل بساطة، للأسف نتعرض إلى سرقة في وضح النهار، فلو كانت هنالك دورية تمشط الحي والشوارع، لما فكر هذا اللص بارتكاب جريمته وتجوله في المحال بكل أريحية، إنها جريمة يجب التصدي لها . ويقول عارف: محلي لم يسلم من السرقة، وبعد انتهاء رفع البصمات ووقوف رجال الأمن على المحال، ذهبت لأتفقد المحل إذ كانت به أجهزة جوال جديدة بقيمة 8000 ريال وعدد كبير من الشرائح ب 2000 ريال، وكلها تعرضت للسرقة. ولم يكن سامي حبشي بمنأى عن سابقيه إذ لم يترك له اللصوص شيئا، محله الذي سخر فيه كل جهده، جاء اللصوص وسلبوه، يقول الحبشي: عامان هي عمر هذا المحل، لم نتعرض لأية سرقة، كنا نسمع عن سرقات تتعرض لها محال الجوالات، غير أن هذه المرة نحن الضحايا، حيث تمكن اللصوص من سرقة 5000 ريال كانت موجودة في خزنة المحل، إضافة إلى أجهزة الجوالات والإكسسوارات . ويحكي أحمد الزهراني، قصة محال لبيع الجوالات تعرضت لأكثر من أربع مرات للسرقة خلال شهر، هذا يؤكد أن لهؤلاء اللصوص عدة أساليب لتنفيذ مخططاتهم، تجد حتى صغار السن من الذين يهيمون في الشوارع وبين المحال يبحثون عن صدقة، هؤلاء مع الأسف لا نضرب لهم حسابا وهم يسيرون بيننا يتربصون بالمواد والأدوات والأشياء التي نحملها لو أغفلنا أعيننا للحظات عنها سواء من بين أيدينا أو داخل سياراتنا إذا لم تكن محكمة الإغلاق، وبات ضروريا أن تكون هنالك دوريات أمنية تتواجد على مدار الساعة. أما سعيد راشد صاحب محل صيانة أجهزة الحاسوب، الذي بدأ عليه القلق يحاصره من كل اتجاه بعد حادثة السرقة التي شهدها المجمع، وأصبح في حيرة من أمره عند تفكيره بالانتقال إلى مكان آخر، لا سيما وأنه لم يمض على استئجاره للمحل سوى شهر، يقول سعيد: لم يكن في الحسبان هذا السطو على المحال، لأن المنطقة هنا التي يقع فيها المجمع تكتظ بالسكان والمارة، لكن اللصوص استغلوا يوم الجمعة الذي يستعد فيه الناس إلى الصلاة والراحة، ونفذوا سرقتهم. ويعود سعيد يقول: شهر مضى على استئجار لهذا المحل، لكن الثقة كبيرة في رجال الأمن في ملاحقة الجناة وضبطهم. من جانبه أوضح المتحدث الإعلامي في شرطة محافظة جدة العقيد مسفر الجعيد أنه وقعت بعض الحالات البسيطة في تلك المحال وتم الوقوف عليها، مشيرا إلى أن سرقة هذه المحال لأسباب كثيرة، فبعد الوقوف عليها أمنيا، وجد عدم وجود حراسات أمنية ومناوبة على تلك المحال، إضافة إلى عدم وجود تحسينات كاملة لأبواب تلك المحال الخارجية والداخلية منها، أضف إلى ذلك عدم وجود كاميرات مراقبة للأجهزة أو جرس إنذار داخل المجمع، وهذه الأمور ضرورية جدا داخل المحال، وهي لا تكلف شيئا حفاظا على ممتلكات أصحابها .وقال العقيد الجعيد: إنه مع الأسف أن غالبية أصحاب المحال يرتكبون خطأ كبيرا في أن يأخذوا صالات كبيرة ويضعون فيها عدة كشكات، بدون تصريح أمني.