غيرت حركة طالبان استراتيجيتها العسكرية، واتجهت صوب العاصمة التجارية كراتشي والتي كانت في منأى عن العمليات الانتحارية، وأصبحت الآن في قلب العاصفة بهدف توجيه ضربات موجعة للاقتصاد الباكستاني، إذ تواصلت أعمال العنف لليوم الخامس على التوالي بين الأحزاب السياسية والعرقية المتناحرة، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 70 شخصا حتى أمس. وأبلغت مصادر أمنية «عكاظ»، أن حركة طالبان تمكنت من إذكاء الفتنة العرقية بين السنود والمهاجرين، عقب التفجير الانتحاري الدامي الذي وقع مطلع الشهر، وأدى إلى مقتل أكثر من مائتين من الشيعة في جنوبكراتشي، وأسفر عن وقوع مواجهات دامية بين الأحزاب السياسية التابعة لحزب الشعب الحاكم وحركة المهاجرين القومية. وأضافت المصادر أن طالبان تهدف من تحويل عملياتها الانتحارية إلى ضرب عمق الاقتصاد الباكستاني خاصة أن كراتشي تعتبر العاصمة التجارية ويوجد فيها معظم المدن الاقتصادية والصناعية. وتواجد نحو نصف مليون أفغاني في كراتشي بشكل غير قانوني، يعتقد أن من ضمنهم أعضاء متخفين من حركة طالبان متغلغلين في مليشيات الأحزاب العرقية. وأدت أعمال العنف الدامية والقتل المستهدف في كراتشي إلى إغلاق المؤسسات التجارية في معظم مناطق أنحاء المدينة، وقتل 11 شخصاً على الأقل في كراتشي خلال الساعات ال 24 الأخيرة ليرتفع إلى 70 عدد ضحايا عمليات القتل المستهدف في الأيام الخمسة الماضية. على صعيد آخر، بدأت القوات الباكستانية عملية بحث وتمشيط في مدينة كراتشي عاصمة إقليم السند للسيطرة على أعمال الشغب والاغتيال المستهدف. وأوضحت مصادر أمنية، أن العملية تنفذها قوات الشرطة والقوات شبه العسكرية بشكل مشترك تركز على منطقة لياري النائية في المدينة. وأضافت المصادر، أن قوات الأمن تمكنت من إلقاء القبض على العشرات من العناصر المتورطة في أعمال الشغب والجرائم من بينهم عناصر من طالبان. وفي غضون ذلك، نظم سكان المنطقة مظاهرة ضد الحكومة وضد قوات الأمن التي تشن عملية التمشيط في المنطقة. وتوقعت مصادر سياسية أنه في حالة استمرار تدهور الوضع فإنه من المتوقع أن تصدر المؤسسة العسكرية أوامرها للجيش للانتشار في العاصمة حفاظا على الأمن والاستقرار في كراتشي. وأشارت مصادر سياسية أن الائتلاف الحكومي بين حزب الشعب الباكستاني وحركة المهاجرين القومية في الحكومة الإقليمية في السند على وشك الانهيار، على ضوء تبادل التراشق الإعلامي وتحميل أحدهما الآخر مسؤولية ما يجري في عاصمة إقليم السند.