تتعرض المواقع الأثرية والأماكن السياحية في تبوك لبعض التصرفات غير المسؤولة من الزوار، مما يؤدي إلى تشويهها. وعبر مرتادو هذه المواقع عن استنكارهم لما تتعرض له من تشويه وعبث سواء بالكتابة عليها أو نبشها وأخذ محتوياتها. وقال مطلق سليمان المطلق المسؤول في مكتب الآثار في العلا ل«عكاظ»: إن الاعتداء واضح على عدد من المواقع في المنطقة وغيرها من أنحاء المملكة، مشيرا إلى أنها تنم عن قلة وعي وعدم إدراك لأهمية هذه المعالم التي يجب الحفاظ عليها. وأشار إلى رصد عدد من هذه المواقع التي تعرضت للعبث في منطقة العلا، معتبرا أن ذلك يمثل اعتداء على كنوز حضارية إذ يعمد بعض الزوار إلى تسجيل ذكرياتهم والكتابة على الآثار، ووضع ذكرياتهم على الصخور خصوصا بجوار عيون المياه المتدفقة. تشويه الصخور شهدت صخور عيون وادي داما قرب الديسة في منطقة تبوك كتابات متنوعة، ما أصبح يلفت انتباه كل زائر ويجعله يتساءل عن سبب هذا التصرف الذي تسبب في تشويه هذه الأماكن التي يقصدها السياح من كل مكان. ومن المواقع التي طالها العبث وأعمال الحفر غير المسؤولة، موقع طويل سعيد الأثري الواقع شمال شرق تيماء، ومنطار بني عطية غرب المحافظة، وموقع الصناعية جنوب المحافظة. وقال سليمان محمد العنزي، أحد المهتمين بالآثار: إن هذه التصرفات كانت محل استنكار من مرتادي هذه المواقع والذين عبروا عن رفضهم لمثل هذه التصرفات التي تعتبر إساءة متعمدة لمقومات السياحة في المملكة. من جانبه، أوضح رئيس النادي الأدبي سابقا محمد عمر عرفه، أن هذه التصرفات غير حضارية وطالب بالمحافظة على الآثار ليعمل الدارسون المتخصصون على فك رموزها لتضاف إلى الكنز الأثري الهائل الذي تحتضنه بلادنا، لتكون رصيدا مهما لمقومات السياحة التي تسعى من خلالها الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى خلق فرص اقتصادية جديدة للعمل في المجال السياحي، معربا عن الأمل في اختفاء هذه الظاهرة. وأخيرا، أكد وكيل رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لقطاع الآثار والمتاحف الدكتور علي إبراهيم غبان، أن المشكلة تكمن في أن الهيئة لا تستطيع أن تضع حارسا على كل موقع أثري، داعيا إلى تضافر جهود الجميع في توعية المواطنين على أهمية هذه المواقع والمراكز وضرورة المحافظة عليها، لكي ينظر المواطن إلى هذه الآثار وكأنها تخصه كونها مورد اقتصادي مهم، وأن العبث به هو عبث بموارد المواطن، خصوصا أنها توفر فرص عمل وتعزز التنمية الاقتصادية في المكان الذي تتواجد فيه. وأوضح أن الهيئة تعمل من جانبها على التوعية بخطورة العبث بالآثار، سواء بالكتابة عليها أو نبشها وأخذ محتوياتها.