ربط إماما وخطيبا الحرمين الشريفين المسلمين إيثار رضا المخلوق لجاهه ومكانته وصداقته وقرابته على رضا ربه، وتعاطي المخدرات وترويجها بأسباب الضعف وعوامل الفساد في المجتمعات. وقال إمام المسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط في خطبة الجمعة أمس: «إن من الناس من غلبت عليه الغفلة وبعد عن الجادة واستجاب إلى داعي الهوى وتسويل الشيطان وتزين النفس الأمارة بالسوء فآثر رضا المخلوق على رضا الخالق». وأضاف: «إن لهذا الإيثار صورا لا تحصى، منها ترك النصح الواجب في عنق كل مسلم و الإعراض عن إنكار المنكر محاباة ومداراة أو خوفا من بأساء أو سطوة أو إيذاء أو كيد، وهو اتباع لغير سبيل المسلمين ومجانبة لنهج الصالحين الذين يعلمون أن ربهم عز وجل قد أوجب الإنكار على كل من استعلن المنكر، والأخذ على يده وحجزه عن الاستمرار فيه قريبا كان أم بعيدا، رفيع القدر أم وضيعا، سعيا لاستصلاح شأن أهل الغواية». وبين إمام وخطيب المسجد الحرام «أنه إذا أهمل الناس هذا الواجب وأعرضوا عن هذا الهدي وتركوا هذا السبيل عم البلاء وأطل الشر برأسه وبدرت بوادر الخطر». وقال : «إن إرضاء الناس بسخط الله ضعف في اليقين الذي هو الإيمان كله وكمال الإيمان في إيثار ما يرضي الله على ما تهواه النفوس، والصبر على مخالفة هواها». ونبه فضيلته إلى أن التربية على ذلك تبدأ من الأسرة والمدرسة مركزا على أهمية إحقاق الحقوق في أماكن العمل قائلا:«منه التفضيل بين الطلاب في امتحاناتهم وبين الموظفين في تعييناتهم وترقياتهم بالنظر إلى الجاه والمكانة لا إلى الأهلية والكفاءة، التماسا لرضا الطائفة الأولى على حساب الطائفة الثانية، إلى غير ذلك». وفي المدينةالمنورة أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي أن عقوبة الجريمة والذنب في الدنيا والآخرة تكون بسبب قبح الجريمة وضررها على فاعلها وعلى المجتمع ،مشيرا إلى أن من الجرائم العظيمة والكبائر المهلكة والذنوب المفسدة للفرد والمجتمع المخدرات والمسكرات، فما وقع أحد في شباكها إلا دمرته ولا تعاطاها أحد إلا أفسدته بأنواع الفساد ووقع في أنواع من البلاء. وقال فضيلة الشيخ علي الحذيفي : «إن من أعظم مضار المخدرات ثقل الطاعة وكراهيتها وبغضها، وكراهية الصالحين وبغضهم وعدم مجالستهم والبعد عن مجالس الذكر ومواطن العبادة، وحب الجرائم، وإلف المعاصي ومصاحبة الأشرار وصداقتهم ومودتهم». وأضاف «المخدرات يزرعها ويصنعها ويصدرها شياطين الأنس ليحققوا مقصدين يسعون إليهما، المقصد الأول: إفساد المجتمعات حتى لا يفكر متعاطو المخدرات إلا بما تهتم به البهائم، والمقصد الثاني كسب المال الحرام، وبئس الكسب».