هذه كلمات يحاور بها الدكتور محمد عبده يماني أخاه الدكتور غازي القصيبي حول قصيدته التي نشرت في «عكاظ» يوم الثلاثاء غرة ذي القعدة 1430ه الموافق 30 أكتوبر 2009 م بعنوان (يومان)! ويقول د. يماني: أبا سهيل ويارا .. لا تسدل الأستارا .. ولا تعاتب وتعتب فقد تثير غبارا ولا تحاسب وتحسب وتلمس الأعذارا .. ولا تقل يا صاح يوما ولا يومين فالدهر يعدو مرارا .. واذكر ليالي جميلة وصحبة الأخيارا .. وتذكر أيام سعد وفرح وخالد المدرارا .. وتذكر أخاك الخويطر وصحبة الصقارا .. وتلك أيام قنص تفر منها الحبارى .. واذكر أخاك السيد في الركن يروي لنا الأسرارا .. كانت يا صاح أيام سعد كأنها أزهارا .. واذكر ليالي المحرق وجرول والنقا والقرارا .. تعال يا غازي نغدو ونلعب المزمارا .. ولا تحسر على رفيق غدا في شلة زمارا وأنعش النفس بالآمال واذكر ربك الغفارا .. وتفاءل بسعد وخير في قادم الأعمار وسبح الله واسجد وداوم الأذكارا .. وصل يا صاح وسلم وأكرم على نبينا وسيد الأبرارا .. وسلم الرمح واهدأ ودع الأيام والأقدار تفعل ما تشاء كما قال الإمام الشافعي: دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا بما حكم القضاء ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء فلا حزن يدوم ولا سرور ولا سعد يدوم ولا شقاء يريد المرء أن يلقى مناه ويأبى الله إلا ما يشاء وكل شديدة نزلت بقوم سيأتي بعد شدتها رخاء ودعني أذكرك يوم قلت في حديثك عن الأيام: ما كان يوما ولا يومين موعدنا بل كان عمرا وعشناه إلى الأبد فالنصيحة أبا سهيل ويارا: لا تسدل الأستارا .. فقد عودك ربك الجميل فقس على ما قد مضى في قادم الأيام. وهذه لمحات أبعثها إليك.. ومعذرة.. فلست بشاعر ولا حتى شويعر.. ولكنني جيولوجي أتابع الأحجار.. وأرضى بالأقدار.. وأقدر أعمار الصخور والأحجار: تُسَائِِلُ نَفْسَكَ الآنَا فَأُصغِىِِ الْقَلْبَ مَلآنَا ولكِنْ لا تَقُلْ يَوماً وَلا يَومينِ حُسْبَاَنا أَمَا في الأمسِ يَا “غَازيْ” ثَوَانٍ كُنَّ أزْمَانَا فَمَا اسْتَذْكَرْتَ لا يُنْسَى وَأنَتَ تظلُّ عُنوَانَا وَمَا استَحضَرْتَ مِنْ مَاضٍ يَطُوفُ عَلَيَّ سُلْوَانَا كِلانَا يَا «أبَا يَارا» رَأيْنَا النَّاسَ ألوْانَا كَمَا تَتَلوَّنُ الدُّنيَا فَيَبْدو العُمْرُ فَتَّانَا وَتَبْقَى أجْمَلُ الذِّكْرَى وَيَنْسَى المَرْءُ مَاعَانَى إذَا أحَسَنْتَ فَلْتَرْضَى وَإنْ حَاوَلتَ إِحْسَانَا فَللأَحْلاَمُ شُطْآنٌ وَكَانَ الصَّحْوُ مَرْسَانَا فََحَقّاً خُضْتَ مَا خُضْنَا وَحَقّاً كَانَ مَا كانَا أَرَى الأَوْطَانَ أَفْئِدَةً وَقَدْ أَلْفَيْتَ أَوْطَانَا عَرَفتُكَ دائما نَهْراً وَلَمْ أعرفك بُرْكَانَا وَدومًاً بلبلاً يشدو َُيرنِّم أينَما كانا وختاما.. فنحن والأحبة في انتظارك.. وعودا حميدا إن شاء الله. أخوكم د. محمد عبده يماني