أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، «إننا وإذ ندافع عن بلدنا، فإننا نرد ونصد ونردع كل من يحاول المساس بسيادة وطننا ومواطنيه والمقيمين عليه». وقال ولي العهد عند لقائه كبار ضباط القوات المسلحة في الرياض أمس: «لا أخفيكم بأنه يحز في خواطرنا هذا الفعل المشين ومثل هذه المناوشات التي ليست من مصلحة أحد؛ لأن أية قطرة دم تراق من الطرفين تدمي قلوبنا، والدم العربي المسلم غال وعزيز على قلوبنا». وزاد الأمير سلطان بن عبد العزيز: «كنا نتمنى ممن يقاتلوننا أو من يحرضونهم على القتال لو وجهوا سلاحهم باتجاه أعدائنا لا أن تكون البندقية باتجاهين متضادين، والعالم من حولنا يسارع الخطى في البناء والتطور وكان الأولى بهؤلاء المتسللين لو ساهموا في بناء بلدهم وانضموا إلى قيادته العزيزة التي لا تود إلا كل الخير لجميع الشعب اليمني». وحث ولي العهد القوات المسلحة بقوله: «اعلموا وأنتم تقومون بواجب الدفاع عن وطنكم بأن الله معنا، والعالم كله معنا، لأننا لم نعتد على أحد، ولا نرضى بأن يكون رجالنا قوة شر ضد الأشقياء، بل قوة خير وسلام». وأضاف الأمير سلطان بن عبد العزيز: «المملكة العربية السعودية دولة كانت ولا تزال دولة سلام ومحبة له، وكم عملت عليه وصنعته لكثير من الأوطان ولها سجل حافل من الأيادي البيضاء في جميع دول العالم في هذا المجال ولكن مع شديد الأسف وجدنا أنفسنا أمام موقف فرض علينا وليس أمامنا إلا أن نواجهه بعزة وكرامة». وأبدى ولي العهد إعجابه بالقوات المسلحة قائلا: «لقد كنت في يوم السبت الماضي بين أبنائي المصابين في مستشفى القوات المسلحة في الرياض وقد أذهلني ذلك الإصرار العميق، والعزيمة الصادقة لدى كل واحد منهم وهم يتمنون الشفاء العاجل ليعودوا إلى أرض المعركة إيمانا منهم بصدق العقيدة ووضوح الهدف، وثقوا وتأكدوا جميعا بأن كافة أسر الشهداء والمفقودين والمصابين هم في عيون قائدهم الملك عبد الله بن عبد العزيز الرجل الفذ، الحريص على كل فرد منهم». واستطرد الأمير سلطان بن عبد العزيز قائلا: «أنا مفوض من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رعاه الله بأن أقوم بخدمتكم جميعا وسيتولى الابن خالد ورئيس هيئة الأركان العامة بمتابعة كل احتياجاتكم الخاصة والعامة ولا تترددوا، أنا منكم وإليكم في الصغيرة والكبيرة وأشهد الله بحبكم وتفانيكم وإخلاصكم في أداء واجباتكم والله ينصركم على أعدائكم». ورفع ولي العهد لخادم الحرمين الشريفين «خالص الشكر وعظيم التقدير باسمكم جميعا والشكر موصول لجميع القادة العسكريين ولجندهم الميامين، وأسأل الله أن يتولانا جميعا بعطفه ورحمته، وأن يمن بالفردوس الأعلى لشهدائنا الأبرار، وأن يكتب السلامة لمفقودينا، والشفاء العاجل لمصابينا، والنصر المبين لوطننا الغالي». وثمن الأمير سلطان بن عبد العزيز مشاعر القوات المسلحة بقوله: «أحييكم وأرحب بكم، وأشكركم جميعا على ما عبرتم به من مشاعر صادقة وأمنيات طيبة ودعوات خالصة، وإنني لأبادلكم نفس المشاعر حبا ووفاء وصدقا وعرفانا، وإنني من مقامي هذا لأشكر باسم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية كل رجل عامل مخلص منكم وأخص بالشكر أولئك الرجال المقاتلين الأبطال البواسل الذين يدافعون عن حق وعن شرعية بلادنا». وفي شأن اللقاء، ألقى رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن صالح بن علي المحيا كلمة هنأ في مستهلها الجميع بعودة ولي العهد، قائلا: «الحمد لله الذي جعلنا مسلمين متحابين، وخلف قيادتنا متماسكين، والحمد له أولا وآخر بأن أعادكم سالمين غانمين لوطنك ومحبيك، كي تكتمل المسيرة التي بدأتموها في تطوير قواتنا المسلحة والدعم الذي نلقاه من قائدنا الأعلى لكافة القوات العسكرية خادم الحرمين الشريفين .. وهنيئا لكم بأن من الله عليكم بنعمة الصحة والعافية وألبسكم ثوب الهناء والصفاء». ورفع المحيا تحيات وتقدير رجال القوات المسلحة وثناءهم لخادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، الذي كان لموقفه الحازم وتوجيهاته القاطعة لدحر المعتدين على حدودنا الجنوبية أبلغ الأثر في نفوس جميع أبنائه رجال القوات المسلحة. حضر اللقاء، صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، نائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن حسين بن عبد الله القبيل، قادة أفرع القوات المسلحة، صاحب السمو الأمير مشعل بن عبد الله بن مساعد مستشار ولي العهد، رئيس ديوان ولي العهد علي بن إبراهيم الحديثي، ورئيس مراسم ولي العهد عبد الله بن سعد الغريري. وتضمن الحضور، السكرتير الخاص لولي العهد محمد بن سالم المري، رئيس المكتب الخاص لولي العهد عبد الله بن مشبب الشهري، مدير عام مكتب ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الفريق أول الدكتور علي بن محمد الخليفة، ورئيس الشؤون الخاصة بمكتب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام محمد بن عبد العزيز الشثري. من جهة أخرى تبرع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام، بمليون ريال لأسرة القتيل عبيد بن يحيى بن جابر القحطاني (18 عاما) لتنازلهم عن قاتل ابنهم جابر بن أحمد بن جابر القحطاني (19 عاما). وكان الجاني قد صدر بحقه صك شرعي يقضي بالحكم عليه بالقصاص، وشرعت الجهات المختصة بتجهيز وتهيئة ساحة تنفيذ القصاص في أواخر ربيع الأول من العام الماضي، إلا أن ولي العهد تدخل قبل ساعات من تنفيذ القصاص ووجه بالتريث وتأجيل موعد التنفيذ وإعطاء فرصة لمساعي الصلح. ووجه الأمير سلطان بن عبد العزيز في حينها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير بالتدخل بالشفاعة والمساعي لدى أهل الدم، الأمر الذي أدى إلى نجاح تلك المساعي وإعلان والد المجني عليه التنازل عن قاتل ابنه. بدوره، ثمن أمير منطقة عسير لولي العهد تبرعه وشفاعته التي تكللت بالنجاح، قائلا: «الفضل في إنهاء القضية بالتنازل والعفو لله ثم لسلطان الخير الذي كان لتدخله الأثر الكبير في تنازل ذوي الدم وإغلاق ملف القضية»، داعيا الله أن يجزل لولي العهد الأجر والمثوبة، وأن يديم الله عليه لباس الصحة والعافية. من جهته، قال والد المجني عليه يحيى بن جابر إنه لم يكن يساوره الشك في يوم من الأيام أن يقبل الصلح والعفو عن قاتل ابنه، مؤكدا أنه كان مصرا ومتمسكا بالقصاص إلا أن تدخل وشفاعة ولي العهد وأمير عسير لها الأثر البالغ عليه وعلى ذوي الدم؛ ما أدى إلى إعلانهم التنازل عن قاتل ابنهم. وفي سياق آخر، تسلم الأمير سلطان بن عبد العزيز نسخة من التقرير السنوي الخامس والأربعين لمؤسسة النقد العربي السعودي عند لقائه في الرياض أمس، وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، محافظ مؤسسة النقد الدكتور محمد بن سليمان الجاسر، نائب المحافظ الدكتور عبد الرحمن الحميدي، وكبار المسؤولين في المؤسسة. وأثنى ولي العهد على الجهود الحثيثة التي تبذلها المؤسسة في دعم وتعزيز الاستقرار النقدي والمالي الكبير الذي يتميز به الاقتصاد المحلي إلى جانب تطوير الخدمات المصرفية والمالية المقدمة للمواطنين والمقيمين، داعيا الله أن يوفق الجميع لما فيه مصلحة المملكة. إلى ذلك، التقى ولي العهد في الرياض أمس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي رئيس اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين وأعضاء اللجنة الرئاسية الذين قدموا للسلام عليه.