يعد كتاب «الطرق إلى الحداثة» للكاتبة غيرترود هيملفارب، محاولة طموح، على حد وصف المؤلفة، لتخليص التنوير من النقاد القساة، والمدافعين الذين هللوا وصفقوا له بدون نظرة نقدية، ومن مفكري ما بعد الحداثة الذين أنكروا وجوده، والمؤرخين الذين قللوا من شأنه. وتشير المؤلفة فى مقدمة الكتاب إلى «أن دراسة التنوير قد ركزت على أفكار الفلاسفة، وكانت هذه الأفكار مثار النزاع والجدل الدائم»، وتؤكد «أن هذا الكتاب ممارسة في تاريخ الأفكار، فهو ليس دفاعيا وتهكميا في معالجة تلك الأفكار عن العقل والدين والحرية والفضيلة والطبيعة والمجتمع». وتناقش مؤلفة الكتاب ثلاثة مظاهر لهذا التنوير، هي: التنوير البريطاني، الفرنسي، والأمريكي، فتتناول عبر فصول الكتاب الثلاثة تاريخ كل منها، وما يميزه عن غيره ورواد التنوير في كل بلد من هذه البلاد الثلاثة.