بالأمس ودعنا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وهو في طريق رحلته العلاجية بقلوب مفعمة بالحب والوفاء.. وبألسنة لهجت بالدعاء والتضرع إلى العزيز القدير أن يعجل له بالشفاء.. مشاعر جياشة.. وعواطف نبيلة صادقة.. عمت نفوس أبناء هذا الوطن، لما يكنون لشخصه الكريم من محبة وتقدير واحترام ووفاء.. واليوم نستقبل عودته الحميدة بفرحة عارمة بعد أن من الله عليه بالشفاء.. فرحة رسمت على وجوه المواطنين والمسؤولين.. فقد استجاب المولى تعالى للدعاء الصادق النابع من أعماق القلوب.. الجميع يبتهلون لله شكراً وحمداً وامتناناً أن كلل رحلته العلاجية بالنجاح.. ليعود إلى أرض الوطن بين محبيه بموفور الصحة والعافية، فالكل يحب سلطان.. سلطان القائد.. سلطان الإنسان.. سلطان الخير.. فهو أحد رجالات هذا الوطن المخلصين الذين وضعوا مصلحة الدين والوطن فوق الاعتبارات كافة.. سهروا.. وبذلوا كل نفيس لتحقيق أعلى قدر ممكن من الراحة والرفاهية لمواطنيهم.. حملوا هم الأمة وتبنوا قضاياها ودعموها بكل الإمكانات المادية والمعنوية.. أرسوا قواعد التقدم والازدهار على أسس من الدين الحنيف والعلم الحديث حتى تبوأت المملكة العربية السعودية مكانتها المرموقة بين الدول. ويعود اليوم سموه الكريم بفضل من الله تعالى إلى أرض الوطن ليملأ مكانه بين إخوته الميامين.. وليواصل دوره القيادي والريادي البارز في مسيرة هذا الكيان الشامخ.. فهو الذي أخذ على عاتقه تنفيذ برامج طموحة تتخطى الكثير من العقبات لتدفع بقوة عجلة التنمية في البلاد.. وأخص من ذلك بالذكر ما شهده ويشهده قطاع الطيران المدني من تطور وتقدم، بصفتي أحد العاملين فيه، فقد حظي قطاع الطيران المدني في المملكة بإشراف سموه الكريم منذ أربعة عقود وقد بدأت تلك الحقبة متزامنة مع بدايات تطور صناعة الطيران المدني عالمياً.. واهتمامات الدول المتقدمة بالنقل الجوي كوسيلة نقل عصرية تحقق ما لا يمكن أن تحققه وسائل النقل الأخرى.. ولم يكن قطاع الطيران المدني في المملكة بمعزل عن تلك التحولات.. بل تمكن بفضل من الله ثم بالدعم المتواصل من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين والتوجيه والمتابعة المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز من مواكبة واستيعاب تلك المتغيرات بما يتناسب واحتياجات وطبيعة المملكة.. وقد عزز ذلك قناعة سموه الكريم بالطيران المدني كعنصر هام وضروري لمستلزمات النهضة وكمحرك رئيس لاقتصاد الوطن. وعندما نتحدث عن سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز لا يمكن أن نغفل مواقفه الإنسانية.. وسجاياه المشرقة.. النبل والشهامة والكرم.. صفات قل أن تجتمع في رجل واحد.. كما لا يمكن أن نغفل سعيه الذي لا يعرف الكلل أو الملل على دروب الخير والإحسان، ورغم أنني لست هنا بصدد حصر أو حتى استعراض تلك المواقف الإنسانية والأعمال الخيرية نظراً لما ستتطلبه من شرح يطول، إلا أنني أود أن أتطرق لمثال واحد، يلقي الضوء على الجانب الإنساني لسموه الكريم والتقدير الدولي لهذا الدور الذي تمثل في منح المجلس العالمي لتعاون الحضارات والثقافات في دولة السويد لسموه وسام الشرف الإنساني الأعلى لعام 2007م تقديراً لعطاء سموه في مجالات نشر ثقافة العمل الخيري، ومكافحة الفقر، والإسهام في تطوير العمل الإنساني في العالم أجمع .. علماً بأنه تم اختيار شخصيتين فقط من بين 36 شخصية عالمية لهذا الوسام. وفي الختام لا يسعنا سوى الترحيب بعودة سموه الكريم سالما معافى.. داعين المولى تعالى أن يحفظه من كل مكروه.. وأن يديم عليه الصحة والعافية والسعادة والهناء. المهندس عبدالله بن محمد نور رحيمي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني