تباينت وجهات النظر بين أهالي الأحساء والمحافظ في ما يتعلق بحقيقة الأوضاع، فيما لو دهمت السيول مدن وقرى الأحساء. ففي الوقت الذي رأى الأهالي أن خطورة الموقف تكمن في ضعف البنية التحتية لمشاريع تصريف السيول وشبكات الصرف الصحي والشوارع المهترئة أكد محافظ الأحساء المهندس فهد الجبير أن المخططات السكنية بعيدة عن الخطر. إلا أن الأهالي في قرية الطرف يؤكدون أن لحظات سقوط المطر على قريتهم تعني قرارا صريحا بالاحتجاز في المنازل لمدد طويلة، إذ ترتفع المياه إلى مستوى مرتفع في البيوت الشعبية المنخفضة أساسا. ومن ذلك يتذمر خليفة صالح أحد سكان القرية «قريتي هي أكثر قرى الأحساء تضررا من الأمطار وفي كل عام ومنذ أعوام طويلة ونحن على هذه الحال، إلى الدرجة التي بتنا نعثر فيها على الماء بعد أمتار قليلة ساعة يقرر أحدنا البناء». من جانبه يعتبر عباس الشهاب أن الوضع البيئي في الطرف لا يطاق، «حيث تكثر الحشرات جراء انتشار الحشائش الطفيلية التي تنمو بفعل المياه الآسنة، إضافة إلى ما تخلفه هذه المياه القذرة من الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتسبب الحساسية وأمراض الجهاز التنفسي، بل وتجعل الجهاز العصبي متوترا على الدوام فضلا على ما تسببه للأطفال الذين يدفعهم العبث للخوض في المستنقعات من أمراض صحية خطيرة ولا نعلم متى سترفع عنا هذه المعاناة». إلا أن أمين محافظة الأحساء المهندس فهد الجبير يؤكد أن الشركات التي تقوم بتنفيذ المشاريع في مدن الأحساء وقراها تعمل على مدار الساعة حتى يتسنى لها إنجاز ما كلفت به من الأمانة والبلديات التابعة لها لتوفير الخدمات للمواطنين، وما هي إلا مسألة وقت لإنجاز المشاريع التي اعتمدت في الميزانية. وحول ما إذا كان هناك أودية ومجاري سيول قد يتظرر منها المواطنون من جراء هطول الأمطار أكد المهندس الجبير أنه لا يوجد هناك أودية تسبب خطرا على محافظة الأحساء، لأنها منطقة صحراوية وأرض منبسطة، «ولا يوجد أي مخطط قد يتأثر بالسيول، وهناك لجنة مكونة من جميع الإدارات المعنية بهذا الجانب وعلى رأسها الأمانة والدفاع المدني لدرء أخطار السيول».