دائما أصعب الشيء في بدايته، فكل مجهول مكروه وكل مألوف محبوب.. هكذا يقول سعد العماري صاحب مكتبة في جدة.. ويدعو الشباب إلى اقتحام سوق العمل بدون تردد أو خوف، ويرى أن المغامرة من أهم مقومات النجاح في العمل.. ويروي العماري قصته مع الكتب التي بدأت من «الرصيف» وانتهت بمكتبة يرتادها الباحثون عن المعرفة والثقافة.. فيقول: تجاوزت نظرة المجتمع القاسية وتحررت من قيود التقاليد والعادات التي تكبل الشباب بالإصرار ومواجهة التحدي وتجاوز الخجل وكسر قيوده الوهمية.. فبعد تخرجي من قسم إدارة المكتبات في الجامعة التحقت بشركة متخصصة في توزيع المطبوعات المحلية، ولكن الضغوط جعلتني استقيل وأترك العمل، وبدأت رحلة البحث عن فرصة جديدة، وخلال زيارتي لمصر وجدت الكثير من الباعة المتجولين يبيعون الكتب على الأرصفة في شوارع القاهرة، بل وجدت أرصفة الشوارع الشهيرة في وسط العاصمة المصرية تغص بكل أنواع الكتب القديم منها والجديد، ولاحظت إقبالا كبيرا عليها سواء من المثقفين أو الطلاب أو غيرهم، فتداعت على مخيلتي هذه الفكرة وتطبيقها، وعلى الفور لم أتوان في شراء عدة كتب من معرض دولي للكتاب في المملكة بمبلغ لا يتعدى 500 ريال، واتخذت من رصيف بجوار مطعم مقرا لعدم استطاعتي توفير محل، وتجاوزت المرحلة منذ 11 عاما مضت وأصبحت الآن أوفر الكتب لجميع طبقات المجتمع بدءا بكتب وقصص الأطفال وحتى أمهات الكتب والمراجع العلمية والأدبية. وعن تجربته مع الكتاب والقراءة يقول سعد: لكل شريحة ميولها في القراءة، فالشباب يبحثون كثيرا عن كتب علم النفس، اللغات، وفن الإدارة، وأما النساء فيبحثن عن الكتب الرومانسية والطبخ، وكبار السن يفضلون الكتب الدينية وقصص الأنبياء. ويتمنى العماري تأسيس دار نشر عالمية، على غرار الدور المعروفة في العالم العربي والخارجي.