فجرت نتائج انتخابات المجلس السادس عشر للغرفة التجارية الصناعية التي أعلنت فجر أمس مفاجأة من العيار الثقيل، حيث حملت فئة التجار أسماء لم تكن ضمن دائرة المنافسات مطلقا، بل إنها احتلت مواقع متقدمة في قائمة الفائزين. جاء صالح عبد الله السيد في المرتبة الثانية بأصوات بلغت 509 أصوات، بعد إبراهيم محمد الجميح الذي احتل المرتبة الأولى في القائمة ب 610 أصوات، فيما جاء فيصل صالح القريشي في المرتبة الثالثة ب 414 صوتا، واحتل خالد محمد العمار الدوسري المرتبة الرابعة ب 376 صوتا، عبد الله المجدوعي في المرتبة الخامسة بعدد 246 صوتا، وأخيرا عبد الهادي حمد الزعبي بعدد 337 صوتا. وسيطرت الدماء الجديدة على فئة التجار، حيث بلغت نحو في المائة90 تقريبا. وكشفت نتائج فئة الصناع عن سيطرة الحرس القديم على أغلبية المقاعد، حيث حصد أعضاء المجلس السابق على أربعة مقاعد، فيما انتزع مرشحون جدد مقعدين، بيد أن المفاجأة التي فجرها فهد عبد الله الشريع قلبت جميع الموازين، إذ حصد 829 صوتا بعد الأصوات التي حصدها عبد الله بن حمد عمار العمار وعددها 833 صوتا بفارق أربعة أصوات، بينما جاء عبد الرحمن راشد الراشد في المرتبة الثالثة بعدد 653 صوتا، وغسان عبد الله النمر في المرتبة الرابعة بعدد 516 صوتا، وحسن مسفر الزهراني 436 صوتا، و أخيرا خالد حسن القحطاني 424 صوتا. ورغم المفاجأة التي حملتها نتائج انتخابات غرفة الشرقية المعلنة، إلا أن غالبية الأسماء جاءت متوافقة مع التوقعات السابقة، فجميع الترشيحات كانت تصب في خانة الأسماء التي فازت في فئة الصناع، فيما حملت نتائج فئة التجار دخول أسماء جديدة لتخترق الجدار السميك الذي فرضته بعض الأسماء التي خاضت الانتخابات على مدى الأيام الخمسة الماضية. واعتبر مراقبون أن نتائج الانتخابات فرضتها ديناميكية الساعات الأخيرة البارحة الأولى، حيث حشد المرشحون الطاقات لجمع أكبر الأصوات قبل إغلاق صندوق الاقتراع بنحو ساعتين تقريبا، وشوهدت السيارات الفارهة والحافلات تحمل عشرات الناخبين بكثافة غير اعتيادية لموقع الاقتراع لتسجيل الحضور وقول الكلمة الفصل قبل إعلان انتهاء مراسم المنافسة الانتخابية التي شغلت المنطقة الشرقية على مدى الشهرين الماضين، واشتدت بصورة غير مسبوقة قبل انطلاق عملية الاقتراع بحوالى اسبوعين تقريبا؛ لتصل إلى الذروة مع بدء الجولة الانتخابية يوم السبت الماضي. 8 آلاف ناخب أدلوا بأصواتهم وبلغ عدد الناخبين في انتخابات غرفة الشرقية خلال الجولات الأربع، التي نظمتها لجنة الإشراف على الانتخابات، والتي طافت القطيف والخفجي وحفر الباطن ورأس تنورة والجبيل والمقر الرئيسي في الدمام، وفقا للإحصاءات الرسمية 8052 ناخبا، بزيادة 1652 صوتا عن الأصوات التي سجلتها انتخابات غرفة جدة والبالغة 6400 صوت، ما يجعل انتخابات غرفة الشرقية في المقدمة من حيث كثافة المشاركة.وحسب النتائج النهائية الصادرة عن لجنة الإشراف على انتخابات أعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية، فإن الدماء الجديدة التي دخلت المجلس القادم تشكل60 في المائة مقابل 40 في المائة من الحرس القديم، ما يعطي زخما قويا خلال السنوات المقبلة، خصوصا أن الدماء الجديدة ستحاول تقديم الكثير للقطاع الخاص طيلة الفترة المقبلة، وبالتالي مواصلة المسيرة التي قطعتها غرفة الشرقية على مدى السنوات الماضية. والمفارقة الجديدة التي حملتها نتائج الأصوات في فئة الصناع انقلاب الموازين بشكل غير مسبوق، فجاء خالد حسن القحطاني في المرتبة الأخيرة بفارق كبير عن المرتبة الأولى وصل 409 أصوات، فالأصوات التي يحصدها خالد حسن القحطاني كانت الأعلى في الانتخابات السابقة، بينما استطاع عبد الله حمد العمار فرض نفسه بقوة واحتلال المرتبة الأولى بأصوات كبيرة للغاية. بصيص أمل للمرأة ويمكن القول إن نتائح فرز الأصوات حملت بصيص أمل بالنسبة لحظوظ المرأة في الدورات الانتخابية السابقة، حيث جاءت دينا الفارس في الخامسة عشر ب 77 صوتا، فيما احتلت سعاد الزايدي المرتبة 20 ب 17 صوتا، وفوزية الكري في المرتبة 22 بتسعة أصوات، فيما تذيل قائمة فئة التجار سليمان السليمان بستة أصوات. أما بالنسبة لمرشحي فئة الصناع، فقد احتل غدران سعيد الغامدي المرتبة السابعة ب 232 صوتا، ورياض أحمد المصطفى المرتبة الثامنة (177) صوتا وعبد العزيز عبد الهادي القحطاني 122 صوتا وأخيرا عمر عامر العسيس 34 صوتا. احتفالات وأهازيج ورقص وشهدت القاعة الرئيسية للمرشحين احتفالات وأهازيج مع إغلاق صندوق الاقتراع، حيث احتفل مندوبو المرشحين مبكرا قبل الإعلان الرسمي، بل إن بعض المرشحين تلقى التبريكات قبل الإعلان الرسمي (عبد الرحمن الراشد)، كما رقص بعض المرشحين داخل المقر الرئيسي وردد بعض الأغاني بمعية مؤيديه الكثر، إذ اتضح من خلال تلك الاحتفالات وجود مؤشرات قوية لدخول بعض الأسماء المجلس الجديد دون شك. وقال عبد الرحمن الراشد، إن المرحلة المقبلة تتطلب مواصلة الإنجازات التي حققتها غرفة الشرقية في الدورات المقبلة، من خلال التنسيق مع إمارة المنطقة الشرقية لإنشاء مراكز خدمة شاملة، تمثل جميع الدوائر الحكومية لإنجاز المعاملات التي تتعلق بالقطاع الخاص عموما، بالإضافة لنقل الغرفة من دور المتلقي إلى الدور المبادر في طرح القضايا وإيجاد الحلول الفعلية للمشكلات التي تواجه القطاع الخاص، فضلا عن تفعيل دور قسم الدراسات والبحوث وإيجاد دور استراتيجي لمتابعة القضايا اليومية التي تواجه مشتركي الغرفة والقطاع الخاص عموما، والعمل على وضع استطلاع للرأي يناقش ويبحث القضايا والمشكلات التي تواجه القطاع الخاص والأنظمة الجديدة التي تطرأ على القطاع، بحيث يكون هذا الاستطلاع رافدا أساسيا للتخطيط المستقبلي للقطاع الخاص في المنطقة الشرقية. المنشآت الصغيرة وأوضح إبراهيم الجميح، أن المجلس المقبل للغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية سيركز على تشخيص احتياجات أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة والعمل على طرح برامج تمويلية مناسبة من خلال بناء شراكات استراتيجية بين الغرفة والقطاعات الأخرى ذات العلاقة وكذلك تعزيز دور الغرفة لخدمة أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة من خلال تقديم الاستشارات المالية والتسويقية والفنية والقانونية ودفع عجلة التنمية في محافظات المنطقة الشرقية من خلال تطوير أداء فروع الغرفة لتحقيق نمو اقتصادي يساهم في جلب فرص استثمارية ويعمل على توفير مجالات عمل لأبناء تلك المحافظات. وذكر عبد الله العمار أن المهمة الجديدة للمجلس المقبل ستتمحور في جعل رجال الأعمال شريكا أساسيا في التنمية وأحد صناعها المباشرين، وأيضا السعي الجاد لتهيئة بيئة اقتصادية استراتيجية تصل بقطاع الأعمال السعودي إلى موقع عالمي قادر أكثر على ممارسة الشراكة التنموية وتلبية الطموحات الكبرى لبلادنا، وكذلك المطالبة بأنظمة قوية وصارمة للحد من ظاهرة هروب العمالة والعمالة السائبة؛ نظرا لما يمثله ذلك من خطورة على الاقتصاد الوطني وعلى المجتمع وعلى الأمن العام. مجلس متجانس وذكر خالد حسن القحطاني، أن المجلس الجديد سيكون متجانسا في تحقيق الأهداف والتطلعات لقطاع الاعمال، خصوصا أن مجتمع الشرقية يتميز بالقدرة والحيوية على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية المحلية والإقليمية، مضيفا أن المجلس المقبل سيركز على زيادة تمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة من خلال تطوير قدراتها التنافسية وفرصها للنجاح، وتطوير مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات ورجال الأعمال، والمحافظة على الدور الريادي للمنطقة في القطاعات الصناعية المختلفة ذات المزايا النسبية، وطرح المشاريع الاقتصادية العملاقة التي تسهم في جذب الاستثمارات وصنع وتوطين الوظائف، وتحقيق التنمية المتوازنة لكافة المحافظات التي تنتمي لغرفة الشرقية.