كشفت الأمطار الغزيرة التي هطلت أمس على محافظة الوجه عن سوء تنفيذ الشركات المقاولة لمشروعات تصريف مياه الأمطار والسيول. واحتجزت الأمطار المصحوبة بسحب رعدية مواطنين وموظفين وهم في طريق عملهم إلى القرى الواقعة شرقي المحافظة، كما انقطع التيار الكهربائي عن الوجه وقراها وأقفلت العديد من الطرق وعلقت سيارات بالسيول، فيما حاول بعض المواطنين إنقاذهم بواسطة الحبال. واستمرت الأمطار حتى ظهر أمس على المحافظة، وأظهرت أن جميع مشروعات تصريف السيول لم تنفذ بطريقة تكفل انسياب المياه فيها إلى الأماكن المقررة، إذ تجمعت المياه في الشوارع وتعطلت حركة السير والمرور في العديد منها. وأقفلت الأمطار حركة المرور في حي العزيزية وغطت المياه شارع المستشفى العام بمناسيب عالية، رغم أن الشارع يعتبر من أكثر الطرق حيوية لتوسطه الحي. واضطر المواطنون المحتجزون إلى ترك سياراتهم التي حاصرتها المياه من كل جانب، فيما حاولت معدات الأمانة شفط المياه من الشوارع وتسهيل حركة المرور أمام المواطنين. ونتيجة لهطول الأمطار جرت بعض الأودية القديمة مثل وادي زريب الذي قطع طريق الوجه أبا القزاز، وأغلق جميع الطرق والمزارع المحيطة بها، كما سال وادي ثلبه وهو على طريق ضبا الوجه ووادي العرجاء الذي يبعد حوالي 20 كيلو مترا عن الوجه. وأوضح رئيس بلدية الوجه المهندس ناجي غبان أن الأمطار لم تسجل أي أضرار أو حوادث، وسحبت البلدية المياه التي تجمعت في الشوارع وأغلقت حركتها، مشيرا إلى أن ثماني فرق طوارئ باشرت أعمالها منذ مطلع الفجر لسحب المياه من الطرق الرئيسية وإعادتها لطبيعتها. وقال المهندس غبان إن بلدية الوجه استنفرت جميع موظفيها لتلقي أي بلاغ من المواطنين. وأكد ل «عكاظ» مدير شرطة الوجه العميد صالح المرواني أن الشرطة لم تسجل أية حالة وفاة أو إصابة «حتى الآن»، مؤكدا أن الدوريات الأمنية تراقب الأوضاع لجميع السيول الجارية حديثا. كما أشار الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في منطقة تبوك أنه لم يرد أي بلاغ لغرفة العمليات عن حوادث أو احتجازات أثناء وبعد هطول الأمطار على محافظة الوجه، مشيرا إلى أن دوريات السلامة تجوب بطون الأودية التي يحتمل أن تشكل خطرا على مرتاديها في مثل هذه الأوقات، محذرا في الوقت نفسه المواطنين والمقيمين من النزول إلى بطون الأودية أو الذهاب في رحلات برية في مثل هذه الأوقات الماطرة. من جانبه، قال ل «عكاظ» معلم احتجزته مياه السيل إنه كان في طريقه إلى قريته ليلتحق بمدرسته، إلا أن الأمطار أجبرته على التوقف لعدم قدرته على مشاهدة الطريق، لكنه وجد نفسه وسط السيل وتحركت فرق تابعة للأمانة والدوريات الأمنية لسحب سيارته.