جدد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي موقف بلاده من عدم السماح أن تصبح منطلقا للمساس بأمن المملكة أو العبث باستقرارها وسلامة مواطنيها، وأنها ستواصل، بلا هوادة، حربها على الإرهاب، والقضاء على ما يسمى تنظيم القاعدة في اليمن، عبر المضي مع الأشقاء في المملكة في مواجهة خلايا هذا التنظيم واجتثاثها. ودحض القربي، في حديث هاتفي خص به «عكاظ» أمس هو الأول منذ الهجوم الذي شنه الجيش وقوى الأمن اليمنية لضرب مخابئ ومعاقل تنظيم القاعدة الإرهابي، مشاركة أمريكية للقوات اليمنية في توجيه ضربة الخميس التي استهدفت التنظيم في صنعاء وأبين، والذي أسفر عن مقتل 34 عنصرا واعتقال 17 في أول ضربة أمنية استباقية توجهها قوى الأمن لفلول القاعدة. ولم يفصح الوزير عن عدد السعوديين من عناصر القاعدة ممن يتواجدون في الأراضي اليمنية، بيد أنه أشار إلى عدم وجود طريق أمام عناصر التنظيم، سعوديين كانوا أم يمنيين أو غيرهم، سوى تسليم أنفسهم للسلطات. وكشف أن صنعاء ستتسلم خلال الأيام القليلة المقبلة ستة من مواطنيها المعتقلين في معسكر جوانتانامو في كوبا، مبينا أن السلطات ستفتح تحقيقا معهم وسيطلق سراح من تثبت براءته. وإلى نص الحديث: • هل لنا أن نقف على سيناريو الحملة الأمنية غير المسبوقة التي شنتها وحدات الجيش وقوى الأمن اليمني في ضرب مخابئ ومعاقل تنظيم القاعدة الإرهابي؟ أعتقد أن ما حدث كان نتيجة عمل استخباراتي محكم، إلى جانب تعاون المواطنين الذين أصبحوا جزءا لا يتجزأ من جهود الحكومة في مواجهة ومكافحة الجماعات الإرهابية، وقدرة القوات المسلحة وقوى الأمن التي نفذت هذا العمل على نحو يعكس أن اليمن قادر وماض في مكافحة الإرهاب مع الأشقاء في المملكة والمجتمع الدولي. لا مشاركة أمريكية • ارتفعت أصوات في اليمن تقول إن الأمريكيين شاركوا عملياتيا في ضرب مخابئ ومعسكر للقاعدة في صنعاء وأبين، ما حقيقة ذلك؟ مثل هذه الأمور تثار عادة لمحاولة تشويه أي عمل تضطلع به القوات المسلحة والأمن. وكما تعلم، هناك تعاون أمني بين اليمن والولايات المتحدةالأمريكية يعتمد على التدريب وتقديم بعض أشكال الدعم من سلاح وآليات وأجهزة اتصال لقوى الأمن في بلادنا. أسفنا للضحايا • كيف تعلق على البيان الذي أصدره نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض حول سقوط ضحايا مدنيين من النساء والأطفال والشيوخ، جراء ضرب القاعدة الخميس الماضي؟ نعبر عن أسفنا، في واقع الأمر، لسقوط ضحايا مدنيين، إذ أن هؤلاء أبرياء استخدمهم الإرهابيون دروعا بشرية، أو اندسوا بينهم، في محاولة لتجنب ضربات أجهزة الأمن. وهذا ما عطل كثيرا جهود الحكومة في مواجهة هذه العناصر الإرهابية؛ حرصا على حياة المواطنين والمحافظة على أرواحهم، لكن مع ظهور مخططات للقيام بأعمال إرهابية كانت وشيكة التنفيذ، لم يك بوسع أجهزة الأمن سوى التدخل وضرب تلك العناصر الإرهابية المجرمة. تفجيرات وشيكة • وما هي طبيعة تلك المخططات التي كانت القاعدة توشك على القيام بها؟ كانت ستنفذ أعمال تفجيرات تستهدف مصالح يمنية وأجنبية داخل البلاد. • وما هي تلك المصالح؟ سفارات أجنبية ومؤسسات اقتصادية. • هل تبين لكم عدد السعوديين من عناصر تنظيم القاعدة ممن قتلوا أو اعتقلوا جراء الحملة الأمنية؟ كما تعلم، فقد عدت إلى اليمن أول من أمس، وبالتالي لم أطلع على حصيلة أعداد القتلى والمعتقلين بعد. • تقول مصادر محلية يمنية أن خلية «أبين» كانت متورطة في المحاولة الفاشلة لاغتيال مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية أواخر أغسطس الماضي، هل ثمة من تفاصيل؟ أيضا لا توجد لدي معلومات دقيقة ومحددة في هذا الصدد. تعاون متميز • وماذا عن التنسيق الأمني بين الرياض وصنعاء في مكافحة الإرهاب والقضاء على عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي؟ هناك تعاون أمني بين السلطات في المملكة واليمن يتمنهج بصورة متميزة، والنجاحات التي تحققها أجهزة الأمن في البلدين تعكس حقيقة التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين. • وهل تلقيتم معونات من الرياض في ضرب مخابئ ومعاقل تنظيم القاعدة أخيرا؟ لم نتلق شيئا البتة في هذه العمليات الأخيرة، لكني أؤكد أن المملكة واليمن شركاء في مكافحة الإرهاب، يتعاونان في جانبين أمني واستخباراتي وتوفير ما تطلبه الحكومة اليمنية، إذا كان هناك احتياج لأجهزة الأمن من معدات ووسائل اتصال. مسؤولية اليمن • هل أنتم ماضون في توجيه مزيد من الضربات ضد القاعدة لتغييبها؟ هذه العمليات التي جرت تعكس أن الحكومة اليمنية لن تتهاون مع أية عناصر تحاول إلحاق الضرر بأمن واستقرار اليمن، وتكون كذلك مصدرا للإضرار بالآخرين؛ لأننا نتحمل، كبقية الدول، المسؤولية، ليس فقط نحو أمنها وإنما نحو أمن المملكة التي لن نسمح أن تصبح بلادنا مفرخة إرهاب يهدد أمنها ودول الجوار، فضلا عن الأمن والسلم الدوليين بصورة عامة. ولن نسمح بأية حال أن تكون اليمن منطلقا لاستهداف أمن الأشقاء في المملكة. والتحرك الأخير لها نأمل من ورائه أن تدرك الجماعات الإرهابية أن الطريق الوحيد أمامها هو عبر تسليم أنفسها، وأن تعود إلى جادة الصواب وتنخرط في برامج التأهيل التي تضطلع بها الحكومة. استعادة المعتقلين • ذكرت واشنطن أنها ستعيد لليمن ستة معتقلين من مواطنيها في جوانتانامو، هل تحدد موعدا زمنيا لعملية الاستعادة، وكيف ستتعاملون معهم عند وصولهم للبلاد؟ سنستعيدهم في غضون الأيام القليلة المقبلة. واليمن لديه برنامج تأهيل، ولكنه ليس بمستوى ما استحدثته المملكة؛ لأن الإمكانات اليمنية ليست كبيرة لإعداد مراكز تأهيل على المستوى الموجود في المملكة، لكننا، وعندما نتسلم تلك العناصر ستعمل أجهزة الأمن على التحقيق معهم، وإذا ما أثبتت أية أدلة عدم تورطهم في أعمال إرهابية، أو ارتكاب أية جرائم فسيطلق سراحهم بضمانة أسرهم. • وهل طلبتم مساعدة الرياض فيما يتعلق ببرامج المناصحة والتأهيل؟ لم نطلب مساعدة الأشقاء بعد في هذا الجانب علما بأن المملكة نجحت كثيرا في هذا الصدد. أمن الجزيرة • كيف ترى التكامل الأمني بين المملكة واليمن، لاسيما في مواجهة الإرهاب وإحباط مخططات تنظيم القاعدة؟ أمن المملكة واليمن كل لا يتجزأ، ولذلك فإن التعاون والتكامل بين البلدين في هذا الجانب تعاون ينطلق من مسؤولية كل بلد نحو الآخر. ونحن شركاء في المحافظة على أمن واستقرار الجزيرة العربية بصورة عامة، ومسؤوليتنا في اليمن كحكومة، ملاحقة القاعدة بلا هوادة، وكل من يهدد أمن واستقرار اليمن ودول الجوار.