في الوقت الذي تغيب الحلول لإيجاد مخرج لعملية السلام يعطي الفلسطينيين الحد الأدنى من حقوقهم، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أمس وللمرة الأولى؛ خريطة حدود الدولة الفلسطينية، كما اقترحها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آيهود أولمرت على الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وتبين أن الدولة ستقام في مساحة تعادل مساحة الضفة الغربية كلها تقريبا لكن من دون القدسالشرقية.وقضى اقتراح أولمرت تبادل أراض بحيث تضم إسرائيل إليها 6.3 في المائة من مساحة الضفة المقامة فيها الكتل الاستيطانية الكبرى إلى إسرائيل، مقابل حصول الفلسطينيين على أراض داخل إسرائيل تعادل مساحتها 5.8 في المائة من مساحة الضفة و327.1 كيلومتر مربع، إضافة إلى «الممر الآمن» بين الضفة وقطاع غزة، وأن تبقى الأراضي التي يمر بها تحت سيطرة إسرائيل لكن لا يكون فيها وجود إسرائيلي. واقترح أولمرت ضم أراض واقعة في جنوب إسرائيل إلى قطاع غزة، وأخرى في منطقة سهل بيسان في شمال غور الأردن وفي منطقة جبال القدس، إلى الضفة. واستعرض أولمرت خريطة الحدود الدائمة بين إسرائيل وفلسطين خلال اجتماع عقداه في سبتمبر (أيلول) من العام 2008، وأشرف على إعدادها العميد في الاحتياط داني تيرزا الذي كان المخطط الرئيسي للجدار العازل الذي يشكل وفقا للخريطة الخط الحدودي في الضفة. وتوصل أولمرت إلى تفاهم شفهي مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بأن تحصل إسرائيل بموجبه على مساعدات أمريكية لتمويل مشاريع تطوير منطقتي النقب والجليل لاستيعاب مستوطنين فيها بعد إخلائهم من المستوطنات، فيما سيجري نقل مستوطنين آخرين إلى الكتل الاستيطانية. ويقترح أولمرت هذه الأيام أن تشكل خريطته أساسا لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وقال خلال محادثاته مع رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو وسياسيين أجانب إن على المجتمع الدولي مطالبة عباس برد رسمي على الاقتراح الذي قدم له والتقدم في المحادثات، لكن رئيس الوزراء السابق لم يعرض الخريطة على خلفه.