أجاز عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ صلاة أهل المناطق المنكوبة من السيول في منازلهم، إذا خافوا الضرر على أنفسهم من الأوبئة التي قد تنتشر من خلال الوحل الذي خلفته السيول في تلك الأحياء. وقال في حديث ل«عكاظ»: «الذي لا يستطيع الخروج إلى المسجد لمطر يبل الثياب أو وحل يؤذي يصلي في بيته ولا بأس في ذلك، فقد ورد في الصحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه أذن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح، فقال: ألا صلوا في رحالكم، ثم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر المؤذن إذا كانت ليلة باردة ذات مطر، يقول: «ألا صلوا في الرحال» وفي لفظ للبخاري: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر مؤذنا يؤذن، ثم يقول على إثره: «ألا صلوا في الرحال» في الليلة الباردة أو المطيرة في السفر» وفي لفظ لمسلم: «أن ابن عمر نادى بالصلاة في ليلة ذات برد وريح ومطر، فقال في آخر ندائه: ألا صلوا في رحالكم ألا صلوا في الرحال، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة باردة، أو ذات مطر في السفر أن يقول: «ألا صلوا في رحالكم». وأضاف «الأولى للناس الصلاة في جماعة المسجد إن كانوا يستطيعون ذلك فإن كان عليهم ضرر من وراء ذلك فيصلون في بيوتهم»، مستشهدا بقول الله تعالى (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) فالدين يسر ولله الحمد فالمشقة غير المعتادة التي يحصل بها الحرج والضيق منفية، والحال نفسه إذا كان في الطريق إلى المسجد ضرر سواء من الأوبئة أو غيرها فالضرر يزال ولله الحمد، وورد في الحديث الشريف (لا ضرر ولا ضرار) والقاعدة الفقهية المشهورة «الضرر يزال». وأوضح آل الشيخ أن الجمعة تسقط عمن لا يستطيع الذهاب إلى المسجد إذا خاف على نفسه الضرر، فيصليها ظهرا في منزله، وإذا كان هناك مطر جاز الجمع بين الصلوات فإن خشي على نفسه من الذهاب إلى المسجد جاز له الصلاة في بيته.