بعض العناوين الصحافية المنشورة في الصفحات البارزة في بعض الصحف المحلية تكشف عن «ضحالة» إعلامية مخجلة، كما تكشف عن موقف إعلامي باهت من تفاصيل الوطن ومما يجري على أرض الوطن، ذلك يعني أن الصحافة الجميلة عن غير عمد والله أعلم، تسعى لتشويه جمال ملامحها الوطنية بكثرة الأصباغ والتلاوين، والأخبار الفاقعة، فما نفع التقدم الورقي الملون إذا كانت العقول التي تديره في إجازة طويلة، أو في حالة ركود لا تتغير ولا تتعلم ولا تحاول أصلا! وحتى لا تكون اجتهاداتنا في الكتابة اليومية مركزة على نقد القطاعات الأخرى فقط، دعونا اليوم نستعرض على عجل بعض العناوين الصحافية ومنها «الطريف» ومنها «الثقيل»، أبدأ «بالطريف» حتى أفتح شهيتكم على الطريقة التلفزيونية (أبقوا معنا)! قرأت عنوانا بارزا في صحيفة محبوبة يقول (الأسرة والشعب يرقصون العرضة مع سلطان)! أول ما قرأته ترحمت على أبي وقلت اللهم ارحم أبي فلو كان حيا رحمه الله وقرأ هذه العبارة لكان رد فعله عظيما فوق ما تتصورون! أول ما يفعل يمسك رأسه بكلتا يديه من قوة الصدمة والانفعال ثم يحوقل ويكبر ثم يقول (افا ياذا العلم هاذ ولا وش يقولون) ثم لن يدعني إلا وقد نفضني نفضا وكأني المسؤولة عما تقوله الصحف إذا أخطأوا التعبير. فعبارة (يرقصون العرضة) من العبارات النابية عند عموم الشعب السعودي المحنك الرافض أن يكون الرقص من شيم الرجال، فالرجال لا يرقصون أبدا والعرضة ليست رقصا. وأجزم أن عددا كبيرا من قراء هذا العنوان البارز في حالة تحفز ونفور الآن، ولو كنا مثل غيرنا في مسائل التقاضي.. ومثل غيرنا في ظهور محامين الفلة الباحثين عن فرصتهم للشهرة فيما تنشره وسائل الإعلام لوجدت من يرفع ضدها على الفور قضية (رد شرف)! فالرجال لا يرقصون والعرضة ليست رقصا.. وهنا لا يتهاونون بشؤون الرجال! قط بل إن ميزة (العرضة) كفلكلور شعبي هو ما تحمله في طياتها من مرجلة واستعراض للرجولة والبهاء والإباء والعظمة الذكورية التي تمسك بالسيف وليس بالصاجات! نوع من الشجاعة الفريدة في أبهى فرحها حين يكون إنشادا رفيعا لا علاقة له قط بهز الوسط، الذين يقدمون العرضة لا يرقصون ولا يحبذون أن يقال عنهم «راقصون» أو حتى «يرقصون» قل أية عبارة شئت إلا الرقص، ينشدون، يعرضون، يؤدون، ولا تقل أبدا يرقصون! إنها التفاصيل الصغيرة المهمة التي نشأ عليها الوطن. وخبر آخر صفحة أولى في صحيفة محلية (محافظة جدة تساهم في احتواء كارثة السيول) يا الله.. هل حقا؟! يعني كان المفروض ألا تساهم ولكنها ساهمت! أم أن محافظة جدة.. لا تعمل «بجدة»! أم كان المفروض: الاثنان لا يلتقيان! وكأن الصحيفة تؤيد أن ليس على محافظات المدن القيام بواجبهم، وإن قاموا به يعتبر خبرا يستحق الشكر والنشر صفحة أولى! فإذا لم تتأثر محافظة جدة بما حدث لجدة هل نلوم القمر!! يا أخي المفروض ألا يكون دورها المساهمة وفقط والمفروض ألا تستفز الصحيفة المقروءة مشاعر الناس تجاه محافظتهم، ماذا تعمل محافظة المدينة إذا نامت والناس قيام في حالة كمد، ثم نصفق لأنها تساهم فقط، يا جماعة الرحمة بالناس فان لم يسعد الحال على الأقل يسعد النطق، هذا بعض من فيض أما عن الحرب على الحدود فعندي عناوين تجيب السكتة لذا قررت أسكت من نفسي. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة