إسرائيل دولة محاربة تتقن لغة القتل والتدمير، بنيت على العقيدة العسكرية، وهي في حاجة مستمرة للعسكر، لكنها لا تجدهم في كل حين. وفي هذا الصدد دعا رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، غابي أشكنازي، إلى فرض التجنيد العسكري على فلسطينيي 48 أيضا، في حين قالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية البارحة الأولى، إن ارتفاعا ملحوظا طرأ على تجنيد أبناء العملاء من أفراد جيش جنوب لبنان العميل الفارين في إسرائيل منذ العام 2000. وكان أشكنازي عبر في محاضرة له أمام مديري مدارس إسرائيلية في وقت سابق، عن قلق قيادة جيش الاحتلال من التراجع السنوي في أعداد المجندين بموجب قانون التجنيد الإجباري، الذي يشمل الشبان والشابات اليهود الذين بلغوا 18 عاما، في حين أنه لا يشمل فلسطينيي 48، باستثناء أبناء الطائفة الدرزية، الذين فرض عليهم القانون قسرا منذ العام 1956، ولكن رفض الانصياع له بين الشبان الدروز يتصاعد باستمرار، وتفيد إحصائيات ميدانية أن نسبة المجندين من بينهم هبطت إلى ما دون نسبة 50 في المائة. وينبع التراجع الأكبر في أعداد المجندين اليهود من ارتفاع نسبة الشبان اليهود المتدينين الأصوليين، الذين لا يخدمون في الجيش من منطلقات دينية محضة، رغم توجهاتهم السياسية اليمينية المتشددة، إذ يبقون في المعاهد الدينية، كذلك فإن أحد أسباب التراجع هو إحجام 45 في المائة من الشابات اليهوديات عن التجند، وغالبيتهن يعلن أن امتناعهن يعود لكونهن متدينات، وليس بالضرورة أصوليات. وقال أشكنازي في محاضرته، إنه في ضوء تراجع الولادات، وفي ضوء العامل الديمغرافي الحالي والمستقبلي، بقصد زيادة نسبة اليهود الأصوليين والعرب، فإن أعداد المجندين تراجعت، ولهذا فهو يقترح فرض ما يسمى ب «الخدمة المدنية» على «الجميع دون استثناء»، ومن ثم يكون «الحق» لجيش الاحتلال باختيار المجندين من بين هؤلاء، فمنهم من يستوعبهم في جيش الاحتلال، ومنهم من يجري توجيههم إلى سلك الشرطة والإطفاء وغيرها حسب ما قال. ويرفض فلسطينيو 48 كليا الخدمة في جيش الاحتلال وفي ما يسمى ب «الخدمة المدنية»، على الرغم من مغريات تقدمها المؤسسة الإسرائيلية لكل من يؤدي «الخدمة المدنية» التي تشرف عليها وزارة الحرب الإسرائيلية. وتفيد معطيات إسرائيلية رسمية أن عدد الشبان العرب الذين قبلوا ب «الخدمة المدنية» في العام الأخير، وصل إلى 600 شاب، من أصل نحو 47 ألف شاب وشابة عمرهم 18 و19 عاما. وفي سياق متصل، فقد قال تقرير لصحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية أمس، إن ارتفاعا طرأ أخيرا على عدد المجندين في جيش الاحتلال بين أبناء العملاء الذين خدموا في جيش لبنان الجنوبي، الذين هربوا إلى إسرائيل مع انسحاب الاحتلال من الجنوب اللبناني العام 2000.