أخرجت سعاد من صندوقها الصغير المركون في زاوية مهجورة من خيمة أسرتها في مركز إيواء النازحين في أحد المسارحة أمس لأول مرة أدوات زينتها التي أحضرتها معها من منزلها على الشريط الحدودي وتزينت بها لتستقبل نساء المخيم وقريباتها في أول أيام عيد الأضحى. وليست سعاد الوحيدة بين نساء المخيم التي أخرجت زينتها، إذ حرص جميع النساء والفتيات إظهار أدوات زينتهن ليضفي مزيدا من الجمال عليهن في أيام العيد كما اعتدن على ذلك في منازلهن. واستقبل نساء وأطفال المخيم العيد بكسوة العيد التي وزعت إلى جانب مبلغ 300 ريال لكل أرملة، ما ساهم في توفير الأكلات الشعبية الجازانية التي خرج لها الأمهات والأطفال لتناول الطعام جماعيا مع الجارات القريبات لاستشعار روح العيد والحاجة إلى التشارك الاجتماعي في تفاصيل الاحتفال. ومع الإعلان عن مهرجان الاحتفال بالعيد ليلا من الجهات المختصة، وضعت النساء الخطط لبقية اليوم من الصباح الباكر بتجهيز الملابس الجديدة ليلا وزينت النساء تسريحات الشعر واشترين المكياج أو تزين بما حملنه معهن قبل النزوح في حالة من الإعلان الكامل عن الفرح. وتقول ل «عكاظ» أم عبد المحسن: ننام كل يوم بهدوء، مرجعة ذلك إلى الحراسات الأمنية للمخيم، ما ضاعف شعورنا بالأمان، سائلة الله أن يحرس جنودنا البواسل وينصرهم على الأعادي ويحمي أرضنا. وتتابع: حرصنا على التزين وتبادلنا أدوات المكياج التي استعملتها للمرة الأولى بعد النزوح لإعلان الفرح ويصعب وصف مشاعرنا والروح الوطنية التي تجسد تكافلنا وإحساسنا ببعضنا إلى جانب شعور الامتنان على ما يقدم لنا من احتواء وأسلوب راق في تعامل يمنحنا مزيدا من الأمان، فشكرا لوالدنا الملك عبد الله وقيادة بلادنا ونعايدهم بأرق الكلمات وأصدق الدعاء لهم ولجنودهم المخلصين. وبدورها قررت عطفية هزازي (22 عاما) بعد التزين ولبس جديد الملابس والإفطار الجماعي مع الجارات الذهاب للسلام على أقاربها في محافظة أبو عريش لتناول الحميسة التي تتوق إليها بحسب تعبيرها وهي تنوي الذهاب مع أسرتها إلى شاطئ البحر. ولدى أحمدية مجرشي مهمة خاصة بعد أن استيقظت مبكرا وتمتعت بأجواء العيد المشتركة مع أقاربها في المخيم، إذ ستمضي بقية أيام العيد في رحلة برية مع أبناء وبنات شقيقتها التي قررت هذا العام أداء فريضة الحج رغم كل الظروف. وقالت ل «عكاظ»: إنها ستستمتع بشواء اللحم وتناول الحميسة وتحقيق رغبتهم في الذهاب إلى مدينة الملاهي كما عودتهم والدتهم في كل عام.