تجاوز سعر أونصة الذهب أمس للمرة الأولى عتبة ال 1195 دولارا في سوق لندن للمعادن النفيسة لتصل إلى 1195.13 دولار، وذلك غداة صفقة شراء ذهب جديدة لبنك مركزي آسيوي من صندوق النقد الدولي تؤكد الإقبال المتزايد للمستثمرين على المعدن الأصفر. وقفز سعر أونصة الذهب إلى 1195.13 حوالي الساعة 4.00 بتوقيت غرينتش في سوق لندن محطما أرقامه القياسية في اليوم السابق، حيث تعدى للمرة الأولى 1180 ثم 1190 دولارا. وكان صندوق النقد الدولي أعلن الأربعاء بيع عشرة أطنان من الذهب إلى سريلانكا مقابل 375 مليون دولار بعدما سبق وأعلن بيع جزء من احتياطه من الذهب إلى الهند وجزر موريشيوس في إطار برنامج لخفضه بأكثر من 400 طن. وشجعت هذه المبيعات التي أجرتها البنوك المركزية لهذه الدول على ارتفاع أسعار الذهب التي تسجل منذ بداية الخريف أرقاما قياسية متتالية. ويسهم ضعف الدولار أيضا في ارتفاع سعر الذهب، حيث يجعل المعدن الأصفر أقل تكلفة بالنسبة إلى المستثمرين الذين يملكون عملات أخرى. علاوة على ذلك فإنه يحض المدخرين على خفض إيداعاتهم من الدولار واستبدالها بقيم أخرى أقل مجازفة مثل الذهب. إلى ذلك، قال مدير مجلس الذهب العالمي في السعودية بشر دياب ل«عكاظ»: إن المملكة شهدت طلبا متزايدا على الاستثمار في الذهب في قطاع التجزئة (سبائك وجنيهات)، وازداد حجم الاستهلاك إلى 6.8 طن في المدة الأخيرة. وتوقع زيادة مبيعات الذهب خلال أيام الحج كما هو معتاد في كل عام، مشيرا إلى أن المملكة لم تشهد تأثيرات سلبية كبيرة على مستوى مبيعات الذهب كما حدث في أماكن أخرى من العالم. من جانبه، أشار محمد عزوز عضو لجنة الذهب في غرفة جدة إلى أن هذا الارتفاع المستمر للأسعار خلال الفترة الحالية والتي وصلت معها إلى أرقام غير مسبوقة وإلى مستويات تاريخية أنعش القطاع، وتوقع أن تتجاوز أسعار الذهب حاجز ال 1200 دولار للأونصة خلال العام الجاري، مبررا ذلك بتوجه الاقتصاد العالمي نحو الركود. وقال إن توقعات البنك الدولي وصندوق النقد تشير إلى أن نسبة نمو الاقتصاد العالمي لن تتجاوز 1 في المائة خلال العام الحالي وذلك من شأنه أن يجعل المستثمرين يتجهون نحو الذهب لتحقيق مكاسب سعرية مفقودة في مختلف الاستثمارات الأخرى. وأكد أن الأزمة المالية هي من الأسباب الرئيسية في الارتفاعات المستمرة التي تشهدها أسعار الذهب عالميا، إضافة إلى ضعف الدولار وانخفاض قوته الشرائية مقارنة مع العملات الأخرى.