تفتتح صباح اليوم رسميا «ندوة الحج الكبرى» في حفل خطابي مصغر يستمر 15 دقيقة، بحضور وزير الحج الدكتور فؤاد عبد السلام الفارسي ومفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ. وبدأت الندوة فعليا صباح أمس بأربع جلسات، نوقش فيها موضوعات حول سلامة المال، البدن، الفكر، النفس، الطريق، تعظيم شعائر الحج، مكافحة مفسدات الحج، وسلامة الحجيج بتوسعة المشاعر. وعقب افتتاح الندوة المعنونة هذا العام ب «السلامة في الحج»، يلقي المفتي العام المحاضرة الرئيسية الأولى بعنوان «مفهوم السلامة في الحج»، لمدة ساعة ونصف، تشمل مداخلات الباحثين والمشاركين. جلسات اليوم وقبيل حفل الافتتاح تعقد الجلسة العلمية الخامسة للندوة، وتناقش موضوع: «سلامة الأفراد والجماعات في الحج: وسائل ومقاصد»، ويستمع المؤتمرون فيها إلى بحثين من الأمين الأسبق للجنة الإفتاء في الأزهر الدكتور جمال قطب، وأستاذ القانون في جامعة الأزهر الدكتور محمد عبد الصمد مهنا. وبعد المغرب تعقد الجلسة السادسة، ويرأسها وزير الدولة الأسبق الدكتور مدني علاقي، ويناقش فيها بحثا «الحشود في الحج» للأستاذ في أكاديمية التربية والتعليم في تطوان المغرب الدكتور محمد المعلمي، و «الحج تراحم لا تزاحم» لعضو هيئة كبار العلماء الدكتور قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، ووكيل الأزهر الدكتور عبدالفتاح علام. وعقب صلاة العشاء تعقد الجلسة السابعة التي يرأسها وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة الدكتور عيسى رواس، ويناقش فيها ثلاثة أبحاث: «الرعاية الصحية في الحج» لوكيل وزارة الصحة للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش، و «الحماية المدنية وسلامة الحج والحجيج» لمساعد المدير العام للدفاع المدني اللواء سليمان العمرو، و «وزارة الحج وتأمين سلامة الحاج» للدكتور عيسى رواس. جلسات الأمس أجمع الباحثون في الجلستين الصباحية والمسائية أمس، على أن السلامة في الحج شاملة، ولا تقتصر على عدة موضوعات قليلة، مشيرين إلى الحرص على تتبع الإرشادات والتعليمات والأنظمة الصادرة عن القائمين على شؤون الحج في المملكة، من أهم الوسائل لسلامة الحاج لنفسه ولغيره. فأوضح عميد معهد إسلام المعرفة وأستاذ الاقتصاد الإسلامي في جامعة الجزيرة الدكتور محمد الحسن بريمه، والأستاذ في جامعة الأزهر ورئيس الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة في مصر، في بحثيهما «سلامة الأموال»، أن الإسلام ينظر إلى المال باعتباره أحد الأصول السبعة، وواحدة من ضرورات خمس حفظها الدين للمسلمين، مؤكدين أن المسلم مأمور بالمحافظة على جسده، وهو أمانة عنده ليحقق به مقتضيات الخلافة في الأرض، مشيرا إلى أن هذا ينطبق على أداء المناسك. ويشير أستاذ المعهد الأعلى لأصول الدين في جامعة الزيتونة في المغرب الدكتور طه بوسريح في بحثه «سلامة الأبدان»، أن الإسلام أعطى هذا الجانب أهمية قصوى، باعتبار أن الإنسان هو الكائن المحوري في الوجود، مشيرا إلى أن الأحكام الشرعية اعتنت بالحفاظ على الأبدان من خلال النصوص الشرعية المتعددة، وأكد إلى أن الالتزام بآداب حفظ الأبدان يعد من الأدب الرفيع والقيم السلوكية الحضارية.