أصبح سوق العمل يستقبل مئات الممرضين، حيث يتدفق هؤلاء إلى المستشفيات الحكومية والخاصة، والملفت للانتباه أن خريجي معاهد التمريض لديهم رغبة صادقة في العمل، وحب لهذه المهنة التي اختاروها بأنفسهم. «عكاظ الأسبوعية» التقت بعض الشباب الذين على وشك التخرج من معهد لإعداد وتأهيل الكوادر الصحية في جدة الذي يمنح شهادة (دبلوم فني تمريض) لرصد طموحهم وإصرارهم على العمل في هذه المهنة. مهنة إنسانية الطالب إبراهيم محمد مطهر (21 عاما) يقول: أتى حبي لمهنة التمريض بالصدفة عندما كنت في زيارة لمستشفى خاص في جدة، كان تعامله معنا بأسلوب جميل ومحبب إلى النفس، وهنا توقدت عندي فكرة الانضمام إلى من يعملون في هذه المهنة الإنسانية التي تحتاج إلى الأمانة، التفاني، الدقة، سرعة الإنجاز، وخدمة الآخرين. ويستطرد إبراهيم، بعد أن أكملت دراستي الثانوية لم أتردد في التسجيل في معهد صحي، ووجدت الدعم والتأييد من أسرتي وأصدقائي، والآن أنا على وشك التخرج واتمنى أن أؤدي عملي على أكمل وجه، إنني على استعداد لمساعدة المرضى بكل حب وتفان في أي مكان سأعمل فيه. دكتوراة في التمريض أنس سالم بايشعوت (20 عاما) يقول: أدرس في الدبلوم الفني للتمريض، والدراسة ليست سهلة كما يتصورها البعض، فنحن ندرس لمدة عامين وستة أشهر، إضافة إلى العمل التطبيقي الميداني في المستشفيات الخاصة بعد العام الأول من الدراسة، كما ندرس 11 مادة تعليمية باللغة الإنجليزية، لذلك نجد صعوبة في البداية، ولكن مع استمرار الدراسة يكون التعامل باللغة الإنجليزية ليس صعبا. وعن التحاقه بمعهد التمريض يقول: لم أكن أفكر في ذلك ولكن ضعف مجموعي في الثانوية حرمني من دخول الجامعة، لذلك عملت في فندق، ولكن حبي للدراسة جعلني أترك العمل عاما واحدا، وتوجهت لاستكمال التعليم في معهد صحي، والآن على وشك التخرج وأحلم بتسجيل الدكتوراة في المستقبل القريب، في تخصص التمريض. دراسة مكلفة محمد رضا (19 عاما) يقول: اخترت الدراسة في المعهد الصحي عن طريق الإعلانات وكان لأسرتي الدور الكبير في تشجيعي على اختيار هذه النوعية من الدراسة، ويصف رضا الدراسة في مجال التمريض بأنها ليست سهلة وتتطلب قدرا كبيرا من التركيز، وإجادة اللغة الإنجليزية، كما أن الدراسة في مجال التمريض مكلفة ماديا، فإجمالي مصروفات الدراسة يصل إلى 45 ألف ريال. ويستطرد رضا، مناهج التمريض شاملة، وتشمل: الأشعة، العلاج الطبيعي، الإسعافات الأولية، التمريض، المختبر، الصيدلة، وطب الطوارئ. وعن أسلوب الدراسة يقول رضا في البداية يكون التركيز على الدراسة النظرية، ثم نسبة التدريب التطبيقي إلى أن تزداد أكثر فأكثر، ففي المستوى الأول تكون الدراسة بشكل يومي، وتتناقص في المستوى الثاني إلى أربعة أيام في الأسبوع، وفي المستوى الثالث تصل إلى يومين دراسة نظرية فقط وبقية الأيام تكون للتدريب العملي في المستشفيات. وفي النهاية يتفق طلبة معهد التمريض على أنهم متخوفون من عدم وجود وظائف في المستشفيات الحكومية، ومن ضعف الرواتب في المستشفيات الخاصة، ويأملون أن يجدوا الدعم من المسؤولين لاستكمال مسيرتهم العملية بعد إنتهاء الدراسة.