دخل إبراهيم بن منصور الهقاص السلك الوظيفي من طريق وزارة المواصلات «وزارة النقل حاليا»، عبر فرعها في منطقة القصيم وأمضى خمس سنوات تقريبا، تقدم بعدها بالاستقالة ليتفرغ لأعماله الخاصة. لكنه وجد فرصته الوظيفية مرة أخرى في بلدية عنيزة، متخصصا في المعدات والآليات الثقيلة. وبعد عشر سنوات من العطاء رشح ليكون رئيسا لقسم المعدات الثقيلة نظير إخلاصه وتفانيه. ويتذكر أهالي القصيم قصته البطولية عندما أنقذ عدة عائلات بلغ عددهم 36 شخصا من السيول في محافظة المذنب، حين استدعي من قبل الدفاع المدني في ساعة متأخرة من الليل، بعد أن حوصرت العائلات بسيول الأمطار، فهب للمساندة والمساعدة واستمر معهم حتى الساعات الأولى من الصباح وأتم إخراج العائلات المحاصرة. أصبح بعدها نجما من نجوم المجتمع ولاحقته الأضواء، إلا أنه لم يكن يلتفت إليها. هو رجل مغامر يقتحم الصعاب كلما استدعت الحاجة لذلك، وساهم أيضا وبشكل مباشر في البحث عن فقيد عنيزة أحمد الرعوجي، وكان له في ذلك مواقف بطولية يذكرها الجميع بعين التقدير والإعجاب، ولم يكن ليبحث من خلال عمله عن كلمات الشكر، بل مؤملا في ثواب العزيز الحكيم. والهقاص من الأشخاص المحبوبين من الجميع، ويتعامل مع زملائه بروح الفريق الواحد ولم يكن يشعرهم بأنه رئيس لهم، ولهذا يقدم زملاؤه العمل من واقع حبهم لشخصه وشعورهم بالمسؤولية، دون أن يشعروا بأن هناك انقضاء لفترة العمل، فالجميع معه حريصون على الإنجاز مهما كلف الأمر. طلب الجميع بتكريم الهقاص نظير ما قدمه في موسم الأمطار، لكن ذلك لم يحدث. وأخيرا كرمه عبدالرحمن الغرير رجل الأعمال المعروف مع آخرين نظير جهودهم كل في تخصصه، وحتى اليوم لم يحظ بالتكريم الذي يليق بما قدمه من جهود بطولية في موسم الأمطار.