يؤدي غياب البرامج الصحية التي تخاطب الأطفال في المجتمعات العالمية إلى انتشار العديد من الأمراض، والوفيات. وقال أطباء استشاريون ل"عكاظ" في يوم الطفل العالمي: "هناك أمراض خطيرة تهدد الطفولة في كل أنحاء العالم، وتحتاج الى تحرك سريع عبر المنظمات والمؤسسات الاجتماعية وخصوصا في البلدان النامية وأفريقيا". ولاحظوا أن أبرز الأمراض التي تنتشر بين أطفال المملكة هي السمنة والسكري والربو والأنيميا والثلاسيميا وغيرها من الأمراض التي تحتاج إلى وضع برامج توعوية في كيفية الوقاية منها أو التعامل معها في حالة الإصابة بها، مطالبين بضرورة الاهتمام بالبرامج الصحية التوعوية التي تخاطب "الطفولة" عبر وسائل الإعلام وخصوصا القنوات الفضائية. بدانة مفرطة استشاري الأطفال في صحة جدة الدكتور نصر الدين الشريف قال في هذا السياق: "إن 35 في المائة من أطفال المملكة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5-10 أعوام يعانون من السمنة والبدانة المفرطة نتيجة اتباع سلوكيات غذائية غير صحية، وأبرزها الاعتماد على الوجبات السريعة"، موضحا "أن انتشار السمنة بين الاطفال أدى إلى إصابة 20 في المائة منهم بأمراض مصاحبة كالداء السكري، وارتفاع الكوليسترول وضغط الدم وصعوبة في التنفس". وذكر أن "مؤشرات التقارير الطبية العالمية كشفت أن الإسهال يفتك بما يقدر بنحو 1.6 مليون طفل سنويا، وهو ينجم أساسا عن المياه الملوثة وغياب الرعاية الصحية، كما أن تلوث الهواء داخل المدن وخارجها، وأخطار انتشار السموم، ونواقل الأمراض والإشعاع فوق البنفسجي، وتردي النظم الإيكولوجية، جميعها عوامل أخطار بيئية مهمة بالنسبة للأطفال، وفي معظم الحالات للأمهات، ويشكل الفقر وسوء التغذية من مسببات الوفاة عند الأطفال". ربو شعبي استشاري طب الأسرة والمجتمع في الرعاية الصحية الدكتور خالد عبيد باواكد قال: "إن 15 في المائة من أطفال المملكة مصابون بالربو الشعبي، وهي نسبة عالية جدا مقارنة بإحصائية المصابين بالربو من الأطفال في العالم التي تتراوح بين 15-20 في المائة". وأشار إلى "أن معظم حالات الربو بين الأطفال تشاهد في السنوات الأولى من العمر وتسمى (نوبة الوزيز)، وهي التسمية الأدق للحالة، ونادرا ما يستمر الربو مع الطفل عندما يكبر، وما يحدث في الربو هو نوبة من التضييق والتهيج في القصبات الهوائية". أمراض شائعة وعن الأمراض الشائعة، قال استشاري أمراض الأطفال مجيب أحمد: "إن هناك أمراضا شائعة تصيب الأطفال أهمها الحميات والنزلات المعوية وأمراض الجهاز التنفسي وسوء التغذية، مشيرا إلى "أن إصابات الحوادث التي يتعرض لها الاطفال أصبحت تشكل قلقا في أقسام طوارئ المستشفيات، مما يتطلب ضرورة تكثيف برامج التوعية التي تخاطب الأطفال". منجلية وثلاسيميا ومن الأمراض التي شغلت عيادات الاطفال؛ أمراض الدم الوراثية، وأكد استشاري الأطفال الدكتور شوقي خالد "أن الأنيميا والثلاسيميا من الأمراض التي تشكل خطورة بالغة على الأجيال، حيث أن نسبة الإصابة بالمنجلية في بعض المحافظات وصلت إلى 30 في المائة من عدد السكان، أما الثلاسيميا فتصل إلى 15 في المائة"، وعزا سبب الإصابة إلى توارث الصفات المتنحية التي تنتقل عبر زواج الأقارب". تلوث بيئي وفي العودة إلى تقارير منظمة الصحة العالمية، أوضح الخبير البيئي الدكتور عبد الرحمن كماس أن "المنظمة أكدت في أول تقرير من نوعه أن 30 في المائة من أمراض الأطفال تتسبب فيها العوامل البيئية، وأنه بالامكان تفادي حدوث 13 مليون حالة وفاة سنويا لو عمل الإنسان على تحسين البيئة، وأن أربعة ملايين طفل يموتون سنويا بسبب سوء الأحوال البيئية من هواء ومياه وتعرض للمواد السامة وغيرها". وشدد كماس على ضرورة الاهتمام بالتوعية البيئية، لأن البيئة النظيفة تضمن سلامة صحة الإنسان خصوصا الأطفال الذين يعانون دائما من ضعف المناعة التي بدورها تساعد على سرعة الإصابة بالأمراض.