الحب عاطفة جميلة تطرز حياة الناس بالبهاء والجمال، وهو يتجسد في جوانب عديدة من حياتهم فيظهر في تفكيرهم وأدبهم وفنونهم وما يربط بينهم من علاقات وما يقع لهم من أحداث تبلغ أحيانا القتال وخوض الحروب، فتاريخ البشر يؤكد انشغالهم بموضوع الحب انشغالا جعل الحب يظهر في حياتهم هو المحور وهو الأول والآخر. ورغم أن الحب في حياة الناس يتخذ صورا عديدة ولا ينحصر في العلاقة بينهم وحدها، كالحب بين البشر والأشياء، والبشر والطبيعة، والبشر والمعاني، إلا أنه يظل كله يصدر من وعاء واحد هو القلب، ويقع تأثيره الساحر على أرض واحدة هي الروح، فينبت فيها بفضله العشب بعد إجداب، وتتفجر الأنهار بعد جفاف وتغمر السعادة الدنيا. لكن غالبية الناس اعتادوا حين يتحدثون عن الحب أن تنصرف أذهانهم إلى الحب بين الرجل والمرأة فقط، وحين يطلبون تعريفا للحب أول ما يتبادر إلى فكرهم صورة تلك العلاقة التي تربط المرأة بالرجل. أفلاطون إمام الفلاسفة، من القليلين الذين شذوا عن النظر إلى الحب نظرة تقليدية، فهو يعرف الحب بأنه (ما يملك على الإنسان تفكيره)، ويصفه بأنه يبدأ من أبسط الأشياء، حب الأشكال الجميلة، ثم يتصاعد في الارتقاء حتى يبلغ حب الفضيلة المتجسدة في الأفعال المتسامية، وحين يستمر في الرقي أكثر، يبلغ مرتبة حب الأفكار النبيلة، إلى أن يستقر في مرتبة حب الجمال المطلق. لعل أكبر نعمة يهبها الله سبحانه للإنسان بعد الإيمان والصحة، الشعور بالحب، فأن يكون الأنسان قادرا على الحب، وأن يجد من يحبه، تلك نعمة من أكبر النعم في هذه الحياة. لكنها نعمة كغيرها من باقي النعم، إن لم توهب لنا لا نستطيع الحصول عليها. لذا لا تجد كل الناس ينعمون بالحب، وليس كلهم ينعمون بتذوق ما فيه من جمال. الإحساس بالحب شعور يتولد في النفس عفويا ولا نملك إملاءه على ذواتنا أو امتلاكه بأمر من عقولنا، أو حتى شراءه بأموالنا. وما أكثر المحرومين من نعمة الحب، وليس بأيديهم أن يكونوا غير ذلك، هم دوما ناقمون ساخطون لا يرون جمالا في شيء ولا يأنسون إلى شيء، لا فن يهزهم، ولا قول حكيما يطربهم، ولا وردة متفتحة تشجيهم، ولا صداقة حقة تغني أرواحهم، محرومون من تذوق ذلك الجمال الذي تفيض به الدنيا فلا يرون منها سوى الوجه القبيح ولا يلمسون فيها سوى المشقة والضر. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة