أوقعت وحدة مكافحة جرائم سرقة السيارات في شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة جدة بوافدتين من الجنسية الفلبينية، حولتا الشقة التي تسكنان فيها في حي الفيصلية إلى مصنع لصناعة وترويج العرق المسكر. ووردت معلومات تشير إلى وجود مروجة (امرأة) للخمور في الحي، وبدأت الوحدة في وضع خطة عمل للوصول إليها، خصوصا وأنها تعمل بحذر شديد صعب المهمة في البداية على الفريق الأمني. وبعد محاولات عدة، تقمص المخبر الأمني دور زبون يرغب في الحصول على كمية من زجاجات العرق المسكر، عبر هاتف جوال ووافقت المروجة أخيرا على تأمين الطلب مقابل 80 ريال للعبوة الواحدة، وحدد معها موعدا قرب أحد الأسواق الشهيرة في حي الفيصلية، لتحضر الوافدة وفي يدها أكياسا ورقية فارغة، أشارت إلى الزبون المفترض أن يستلمها، في الوقت الذي كان فيه رجال الأمن بانتظارها. وحاولت المروجة التملص من التهمة بحجة أنه لا يوجد دليل ضدها، إلا أن إصرار رجال الأمن قادها للاعتراف بأنها تروج العرق المسكر على زبائن محددين ودلت على المصنع الذي ينتج فيه المسكر، وأشارت إلى أن دورها ينحصر بالترويج، فيما التصنيع مهمة شريكتها. وسارع رجال الأمن لمداهمة الشقة قبل أن تنجح شريكة المروجة في الهرب منها، وضبط بحوزتها عشرات العبوات من المسكر كانت معدة للبيع، حيث اتضح لهم تحويل حوض الاستحمام في الشقة إلى بركة مليئة بالعرق المسكر، ووضعتا فوقه قدور ضغط استخدمت لتقطير العرق، وحرزت فرقة المداهمة برميلين من المسكر داخل المطبخ، بداخلهما 500 لتر من العرق. وأظهرت التحقيقات مع المرأتين أنهما إضافة إلى تصنيعما وترويجما الخمر، فهما يتعاطيان المسكر وبحسب اعترافهما فهما يصنعانه بطريقة أفضل ولا يبيعونه إلا للنخبة وبأسعار تفوق ما يبعانه للزبون العادي. من جانبه، أكد الناطق الإعلامي لشرطة جدة العقيد مسفر الجعيد، أن السلطات الأمنية تحفظت على الامرأتين، بعد التأكد من أعمالهما المخالفة للقوانين، مضيفا أن التحقيق مستمر معهما للكشف عن وجود شركاء لهما.