إذا كان ما سبق يوضح أن المدخن في حاجة إلى من يأخذ بيده إلى بر الأمان ويرشده إلى طرق ومكان العلاج، فإن المعنيين في مكافخة التدخين لا يدخرون جهدا في تكثيف محاولاتهم من أجل القضاء على هذه الآفة، فمن جانبه يقول المدير التنفيذي للجمعية الخيرية لمكافحة التدخين في الأحساء (نقا) نايف السعيد: هناك جهود مبذولة لمحاربة التدخين، ولكن ليست كافية في ظل الإغراءات التي تقدمها شركات التبغ والتي تسعى للربح المادي على حساب الصحة، ولابد من تضافر الجهود للتصدي لهذه الآفة، بدلا من عمل كل جهة بمعزل عن الأخرى لضمان النجاح. طبيب جمعية (نقا) الدكتور خالد إبراهيم قال إن عدد عيادات مكافحة التدخين غير كاف، نظرا للحجم الكبير من المراجعين الذين يحاولون الخلاص منه، مبينا أن الفئات العمرية من 14 23 هي الأكثر تدخينا، وموضحا أن أضرار الشيشة تفوق أضرار السجائر بكثير، إضافة إلى دورها في انتقال أمراض أخرى بسبب العدوى مثل السل، الكبد الوبائي، وأمراض الجهاز التنفسي. وحول الجهود ذاتها يقول مدير الشؤون الصحية في الأحساء حسين الراوي الرويلي: الجهود الحكومية والشعبية مستمرة في مكافحة التدخين، وسبق أن ضبط موظفين وأطباء في الشؤون الصحية يدخنون واتخذت بحقهم العقوبات من حسم وتوجيه إنذارات لهم. أكذوبة الرشاقة وفي مكةالمكرمة يولي برنامج «معا» لمكافحة التدخين هذه القضية أهمية قصوى من أجل تحقيق شعار «مكة بلا تدخين». وتقول رئيسة القسم النسائي في البرنامج الدكتورة سلوى برديسي استشارية طب الأسرة والمجتمع: إن نسبة المقلعات عن التدخين ممن انضموا للبرنامج بلغت 85 في المائة من إجمالي المسجلات، وتوضح أن المعسل تتصدر قائمة التدخين عند الفتيات ثم الجراك، فالسيجارة بسبب إشاعة خاطئة مفادها أن التدخين يعيد الرشاقة، في حين أوضحت دراسات علمية حديثة أنه بسبب إدمان التدخين، تخسر المرأة المدخنة 11عاما من عمرها مقارنة بغير المدخنة، وفي دراسة أخرى يفقد المدخن دقيقة من عمره مع كل سيجارة أي يوم من كل أسبوع. وبالنسبة لعدد عيادات مكافحة التدخين تقول: هناك ثلاث عيادات إضافة إلى عيادات البرنامج، وتنسق هذه العيادات مع الجهات المختصة في التوعية بمضار التدخين والعلاج منه. من جهته، أوضح مدير برنامج مكافحة التدخين في العاصمة المقدسة الدكتور سمير عوض صبان، سعي البرنامج إلى تسخير جميع الإمكانات والآليات لدعم المكافحة، ومن بين ذلك إطلاق مسابقة بالتنسيق مع إدارة التربية والتعليم في العاصمة المقدسة داخل المدارس وخارجها لمكافحة التدخين من خلال «رسل السلام» وهم براعم الغد.