استنفرت كافة المستشفيات في جدة أمس قواها تحسبا للطوارئ، بعد اندلاع حريق هائل وكبير في مستودعات متعددة الأغراض في المنطقة الصناعية جنوبجدة، وذكر شهود عيان قريبون من الموقع أن عشرات العاملين في المستودعات الخمسة المحترقة حاولوا بلا طائل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكنهم وقفوا عاجزين أمام وطأة النيران واللهب وكثافة الدخان الأسود الذي غطى أجزاء واسعة في محيط الحادث ومساحة كبيرة من طريق الحرمين، إذ شوهدت سحب الدخان في شمال جدة، وبحسب المعلومات المتوافرة فإن النيران قضت على خمسة مستودعات دون وقوع خسائر في الأرواح. وكان الحريق الذي لم تحدد أسبابه حتى ساعة إعداد الخبر شب فجر أمس، وحركت إدارة الدفاع المدني إلى الموقع أكثر من عشر آليات وعربات وعشرات من عناصر الإطفاء، في وقت كان فيه العمال يحاولون محاصرة النيران بالمطافئ اليدوية المتوافرة ولكنهم عجزوا عن ذلك، فتولى رجال الدفاع المدني المهمة باقتدار برغم الأسقف المشتعلة التي ظلت تسقط واحدة تلو الآخرى مهددة سلامة العناصرالإطفائية، وبحسب التقارير فإن أحد حراس المستودعات سارع إلى إبلاغ غرفة عمليات الدفاع المدني ووصلت فرقها إلى الموقع في وقت قصير. درويات الأمن في جدة أحاطت بالموقع ومنعت دخول الفضوليين وأقامت طوقا للحؤول دون دخول أصحاب النفوس المريضة وحماية السلع والبضائع من العبث في الوقت الذي فتحت فيه الأجهزة المختصة مسارات جانبية للسيارات العابرة، كما استعانت فرق الدفاع المدني بناقلات تابعة لمديرية مشاريع المياه، وظل صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة متابعا لكل مجريات إطفاء الحريق واطمأن على سلامة الجميع وأصدر تعليماته بسرعة احتوائه، وترأس الفرق ميدانيا مدير الدفاع المدني المكلف في جدة العقيد عبد الله الجداوي رئيس شعبة العمليات بحضورالعقيد مبارك الشهراني مدير الدفاع المدني في وسط جدة. وفي ذات الوقت بدأ المحققون في عمليات التقصي والتحري وصولا إلى أسباب الحادث، وتولى التحريات الرائد سعود الشنبري. الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة النقيب عبد الله العمري، أشار إلى أن الآليات التي شاركت في عملية الإخماد و الإطفاء نجحت في احتواء النيران ومنعت وصولها إلى المستودعات المجاورة، وقال: إن المستودعات المحترقة بلغت خمسة، وامتدح المتحدث جهود القطاعات المشاركة في الإطفاء الدوريات الأمنية، فرق المرور، شركة الكهرباء والهلال الأحمر. يشار إلى أن المساحات المكشوفة في محيط المستودعات المشتعلة مكنت الفرق من حرية الحركة ومباشرة الحادث.